هل خرج الإمام الحسين (ع) ليعز المسلمين أم ليذلهم؟!

إن أجبنا عن هذا السؤال بأن الإمام الحسين عليه السلام خرج عز للإسلام، فإن هناك من سيشكل علينا بالقول: "ولماذا تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟

في المقابل، إن قلنا إن خروجه ومقتله ذلاً للإسلام والمسلمين سيرد علينا إشكال آخر، وهو "وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟" (لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب، ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين).

وللإجابة عن كل ما تقدم نقول:

إن موقف الإمام الحسين عليه السلام كان عزًّا للإسلام، ولكن بقتله انثلم الإسلام وذل المسلمون.

أي أن الإمام الحسين عليه السلام كان معزا للإسلام، وقد ضحى بنفسه الطاهرة، وبأبنائه، وإخوته، وأبناء عمومته، وأصحابه، ورضي بسبي نسائه، من أجل إعزاز دين الله تعالى.

إلا أن مواقف الذين حاربوه لما قتلوه انثلم الإسلام، وانمحق الحق، لأنهم خذلوا أولياء الله، ونصروا أعداءه.

والشيعة لا يبكون على الإمام الحسين عليه السلام إلا لمحبتهم وموالاتهم له، وللتأكيد على أنهم يسيرون على منهاجه، وأنهم يرون صحة موقفه، وينكرون جرائم أعدائه المحاربين له، ويتبرؤون منهم، ومن أشياعهم، وأتباعهم، ومن كان على طريقتهم، لا أنهم يبكون على اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام والمسلمين.

ولا منافاة بين كون الإمام الحسين أعز الله تعالى به الإسلام وبين البكاء عليه، فإن من ضحى بنفسه في سبيل الله وكانت مواقفه عزًّا للإسلام والمسلمين، لا محذور في البكاء عليه محبة له، وتأييداً لمواقفه، وإحياء لأمره.