بعد أن قتلوا رضيعه عطشاناً.. هل طلب الإمام الحسين (ع) الماء من أعدائه؟!

كيف طلب الحسين (عليه السلام) الماء؟ هل كان بالطريقة التي تُنقل بأنَّه طلب من القوم أن يسقوه!! لم نسمع أنَّ أحدًا من انصار الحسين (ع) شيوخًا أو شبانًا طلب الماء بالطريقة التي طلبها الحسين (ع)!!

الجواب من سماحة الشيخ محمد صنقور:

لم يثبتْ أنَّ الإمام الحسين (ع) قد طلبَ من المعسكر الأموي أنْ يسقوه شربةً من ماء، فما يتناقلُه البعضُ من أنَّه (ع) قد طلبَ من بعض أفراد الجيش الأُموي قُبيل قتله أنْ يسقوه جرعةً من ماء، وأنَّه قد تفتتْ كبدُه من الظمأ، وأنَّه كان يُقسم بحقِّ جدِّه (ص) أنَّه عطشان كأنَّه يَستعطفُهم، وكذلك ما يتناقلونَه من أنَّه (ع) طلبَ من الشمر أنْ يسقيَه الماء قبل أنْ يقتله ويُذكِّره بحسبِه ونسبِه كأنَّه يَستجديه، هذه النقولات لا أساسَ لها من الصحَّة بل هي لا تَخلو من الإساءة لمقام سيِّد الشهداء (ع) المعلوم من حاله أنَّه في أعلى درجات الإباء والعزَّة، وفي أعلى درجات الصبر والتجلُّد، وهو أجدرُ مَن على وجه الأرض بتمثُّل قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾([1]) وقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾([2]).

نعم لا محذور في أنْ يطلب الإمامُ الحسين (ع) الماءَ بنحوٍ لا يتنافى مع مقتضيات العزَّة والكرامة، ولهذا لا مانع من القبول بالنصوص التأريخيَّة التي أفادت أنَّ الإمام الحسين (ع) طلب الماء بمعنى أنَّه سعى من أجل الوصول إلى الفرات ليشربَ منه، وكذلك ما ورد من أنَّه (ع) طلبَ من أخيه العباس (ع) أنْ يأتيه بالماء، وكذلك لا مانع من القبول بما يُستظهَر من بعض النصوص أنَّه طلب من بعض فتيانه أنْ يأتيه بالماء، وأمَّا ما قيل من أنَّه طلب مِن المعسكر الأموي أو مِن بعض أفراد المعسكر الأموي أنْ يسقوه شربةً من ماء فلم نجدْ في ذلك نصًّا صريحًا ولو وُجد فإنَّه يتعيَّن طرحُه كما سيتَّضح إنْ شاء الله تعالى.

فالنصوص التي تحدَّثت عن طلب الحسين (ع) للماء يُمكنُ تصنيفُها إلى طوائفَ ثلاث:

طلبُ الماء كان بمعنى السعي للوصول إلى الفرات:

الطائفة الأولى: نصَّت على أنَّه (ع) طلب الماء بمعنى أنَّه سعى من أجل الوصول للفرات ليشربَ منه، ونذكرُ في ذلك عددًا من النصوص:

النص الأول: ما أورده ابنُ أعثم في الفتوح قال: "فَحَمَلَ عَلَيهِ القَومُ بِالحَربِ، فَلَم يَزَل يَحمِلُ عَلَيهِم ويَحمِلونَ عَلَيهِ وهُوَ في ذلِكَ يَطلُبُ الماءَ لِيَشرَبَ مِنهُ شَربَةً، فَكُلَّما حَمَلَ بِنَفسِهِ عَلَى الفُراتِ، حَمَلوا عَلَيهِ حَتّى أحالوهُ عَنِ الماءِ"([3]).

فقوله: "وهُوَ في ذلِكَ يَطلُبُ الماءَ لِيَشرَبَ مِنهُ شَربَةً" واضح في أنَّ طلبه يعني سعيه للوصول للفرات ليشربَ منه الماء بقرينة قوله بعد هذه الفقرة: فَكُلَّما حَمَلَ بِنَفسِهِ عَلَى الفُراتِ، حَمَلوا عَلَيهِ حَتّى أحالوهُ عَنِ الماءِ".

النص الثاني: ما أورده الخوارزمي في مقتل الحسين (ع) قال: "فقصدَه القوم بالحرب من كلِّ جانب فجعل يحملُ عليهم، ويحملون عليه، وهو في ذلك يطلبُ الماء ليشرب منه شربةً، فكلّما حمل بفرسِه على الفرات حملوا عليه حتّى أجلوه عنه"([4]).

فمرادُه من قوله: "وهو في ذلك يطلبُ الماءَ ليشرب" هو أنَّه يحملُ جهة الفرات ليصلَ إليه فكان كلَّما حملَ بفرسه على الفرات حملوا عليه حتّى أجلوه عنه، فطلبُه للماء يعني سعيه المتكرِّر للوصول إلى الفرات، وذلك بالحمل من جهته كما هو صريح النصِّ المذكور. فطلبُ الماء في مثل هذه النصوص يعني السعي بالنفس لتحصيل الماء تماماً كما هو المعنى المراد من طلب الرزق، وطلب العلم، وطلب النصر فإنَّه بمعنى السعي لتحصيل الرزق، والسعي لتحصيل العلم والنصر

وعلى ذلك تُحملُ عبارة السيد ابن طاووس في اللهوف قال: "وقَصَدوهُ بِالحَربِ، فَجَعَلَ يَحمِلُ عَلَيهِم ويَحمِلونَ عَلَيهِ، وهُوَ مَعَ ذلِكَ يَطلُبُ شَربَةً مِن ماءٍ فَلا يَجِدي" وفي نسخة "فلا يجد"([5]).

والواضح أنَّ عبارة السيد ابن طاووس مقتبسة من مقتل الخوارزمي والتي هي صريحة في أنَّ طلب الحسين (ع) للماء كان بمعنى السعي بالقتال للوصول لماء الفرات ليشربَ منه.

وكذلك ما أورده ابن نما في مثير الأحزان قال: "ثُمَّ قَصَدوهُ (عليه السلام) بِالحَربِ، وجَعَلوهُ شِلوًا مِن كَثرَةِ الطَّعنِ وَالضَّربِ، وهُوَ يَستَقي شَربَةً مِن ماءٍ فَلا يَجِدُ"([6]) فإن هذا النص مقتبسٌ من مقتل الخوارزمي.

النص الثالث: ما أورده أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين قال:" وجعل الحسين يطلب الماء وشمر - لعنه الله - يقول له : والله لا ترده أو ترد النار فقال له رجل : الا ترى إلى الفرات يا حسين كأنه بطون الحياة ، والله لا تذوقُه أو تموتُ عطشا فقال الحسين " ع " اللهم أمتْه عطشا" .  ص ٩٤

والمراد من طلب الماء - كما هو واضح- هو السعي للوصول إلى الفرات بقرينة قول الشمر: والله لا ترده" أي لا تصل إليه إي إلى ماء الفرات فالورود بمعنى الوصول لموضع الماء كما هو مفاد قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} القصص : 33

والقرينة الأخرى قوله : "ألا ترى الفرات كأنه بطون حيَّات:  فإنَّ مقتضى ذلك هو أنَّ النص يوثِّقُ لمرحلة ما قبل ضعف الحسين(ع) عن القتال وأنَّه كان قريباً من الفرات يُجاهدُ من أجل الوصول إليه وأما حين مقتله فكان بعيداً عن الفرات ( المسنَّاة).

النص الرابع: ما أورده ابن قتيبة الدينوري في الأخبار الطوال قال: "ولَمّا رَأَى القَومَ قَد أحجَموا عَنهُ، قامَ يَتَمَشّى عَلَى المُسَنّاةِ نَحوَ الفُراتِ، فَحالوا بَينَهُ وبَينَ الماءِ، فَانصَرَفَ إلى مَوضِعِهِ الَّذي كانَ فيهِ"([7]).

والظاهر أنَّ النصَّ يُؤرِّخ لقُبيل مصرعه بوقتٍ يسير بعد أن أصبح الحسين (ع) راجلًا فكان -بحسب هذا النصِّ- قد قصد الفرات ليشرب منه لكنَّهم حالوا بينه وبين الماء فرجع قافلًا إلى مركزه.

النص الخامس: ما أورده ابن الأثير في الكامل في التاريخ قال: "واشتَدَّ عَطَشُ الحُسَينِ (عليه السلام) فَدَنا مِنَ الفُراتِ لِيَشرَبَ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في فَمِهِ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ ورَمى بِهِ إلَى السَّماءِ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُصنَعُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ أحصِهِم عَدَدًا، وَاقتُلهُم بَدَدًا، ولا تُبقِ مِنهُم أحَدًا. وقيلَ: الَّذي رَماهُ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ"([8]).

فطلبه للماء -كما هو صريح النصِّ- هو بمعنى سعيه للوصول إلى الفرات ليشرب منه. كما هو مقتضى التعبير بقوله :" فَدَنا مِنَ الفُراتِ لِيَشرَبَ".

النصُّ السادس: ما أورده الشيخ المفيد في الإرشاد قال: "رَكِبَ الحُسَينُ (عليه السلام) المُسَنّاةَ يُريدُ الفُراتَ وبَينَ يَدَيهِ العَبّاسُ أخوهُ، فَاعتَرَضَتهُ خَيلُ ابنِ سَعدٍ، وفيهِم رَجُلٌ مِن بَني دارِمٍ، فَقالَ لَهُم: وَيلَكُم ! حولوا بَينَهُ وبَينَ الفُراتِ ولا تُمَكِّنوهُ مِنَ الماءِ.

فَقالَ الحُسَينُ (عليه السلام): اللَّهُمَّ أظمِئهُ ! فَغَضِبَ الدّارِمِيُّ ورَماهُ بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ في حَنَكِهِ، فَانتَزَعَ الحُسَينُ (عليه السلام) السَّهمَ، وبَسَطَ يَدَهُ تَحتَ حَنَكِهِ فَامتَلَأَت راحَتاهُ بِالدَّمِ، فَرَمى بِهِ ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ. ثُمَّ رَجَعَ إلى مَكانِهِ وقَدِ اشتَدَّ بِهِ العَطَشُ([9]).

فهذا النص كالنصوص السابقة الصريحة في أنَّ طلب الحسين (ع) للماء كان من طريق قصده للفرات ليشرب منه، فاجتهد جيشُ عمر بن سعد للحيلولة دون وصوله للفرات، وكان من وسائل الحيلولة دون تمكينه من شرب الماء أنْ صوَّب أحدُهم سهمًا إلى فم الحسين (ع) فأَثبَتَهُ في حَنَكِهِ ثم حرَّض الجيش على الاجتهاد في منعه وعدم تمكينه من الوصول للماء، فما كان من الحسين (ع) إلا أنْ رجع إلى مكانه وقَدِ اشتَدَّ بِهِ العَطَشُ.

طلبُ الماء كان بمعنى الأمر للعباس أنْ يأتيه بالماء:

الطائفة الثانية: نصَّت على أنَّ الإمام الحسين (ع) طلب من أخيه أن يأتيه بالماء من الفرات وقد ورد في ذلك العديد من النصوص نذكر منها:

النص الأول: ما أورده مصعب بن عبد الله الزبيري (ت: 236) في كتابه نسب قريش قال: "والعباس بن علي، ولده يسمَّونه "السقَّاء"، ويُكنونه أبا قِربة؛ شهِدَ مع الحسين كربلاء؛ فعطِش الحسينُ؛ فأخذ قربةً، واتَّبعه إخوتُه لأبيه وأمِّه بنو عليٍّ، وهم: عثمان، وجعفر، وعبد الله، فقُتل إخوتُه قبلَه، وجاء بالقِربةِ يحملُها إلى الحسين مملوءةً .."([10]).

النص الثاني: ما أورده ابن سيده (ت 458ه) في المخصص قال: ".. دَعوا العباس بن عليٍّ أبا قِربة وسَمَّوْهُ السَّقَّاء لأخْذِه القِربة حين عطش الحسين (عليه السّلام) وتوجهه إلى الفرات واتَّبعه أخوتُه لأمِّه بنو علي عثمان وجعفر وعبد الله فقُتل إخوتُه قبله وجاء بالقِربة يحملُها إلى الحسين .."([11]).

النص الثالث: ما أورده ابن حبَّان (ت: 353ه) في الثقات قال: "والعباس يُقال له السقَّاء، لأنَّ الحسينَ طلبَ الماء في عطشِه وهو يُقاتل فخرجَ العباسُ وأخوه واحتال حمل إداوةَ ماءٍ ودفعَها إلى الحسين، فلمَّا أراد الحسينُ أنْ يشربَ من تلك الإداوة جاء سهمٌ فدخل حلقَه فحال بينَه وبين ما أراد من الشُرب"([12]).

فهذا النصُّ -وكذلك الذي قبله- صريحٌ في أنَّ الحسين (ع) طلب الماء ولكنَّه طلبه من أخيه العباس وتمكَّن العباس (ع) من أن يأتيه بالماء ولكنَّه -بحسب هذا النص- حين أراد أن يشرب صوَّب أحدُهم سهمًا إلى حلقَه فحال بينَه وبين ما أراد من الشُرب.

وعلى هذا النص يُحمل ما أورده في أخبار الدول وآثار الأول: اشتَدَّ العَطَشُ بِهِ -أي بِالحُسَينِ (عليه السلام)- فَمَنَعوهُ، فَحَصَلَ لَهُ شَربَةُ ماءٍ، فَلَمّا أهوى لِيَشرَبَ رَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ في حَنَكِهِ، فَصارَ الماءُ دَمًا"([13]).

فالشربة التي حصل عليها الحسين (ع) هي التي جاء بها العباس (ع) كما في نصِّ ابن حبَّان بقرينة اتِّحاد النصَّين في أنَّ الحسين (ع) حين أراد أنْ يشرب جاء سهمٌ فوقع في حلقة أو حنكه.

وكذلك يُحمل على نصِّ ابن حبان في الثقات ما أورده الدينوري في الأخبار الطوال قال: "عَطِشَ الحُسَينُ (عليه السلام) فَدَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ، فَلَمّا وَضَعَهُ في فيهِ رَماهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ، فَدَخَلَ فَمَهُ، وحالَ بَينَهُ وبَينَ شُربِ الماءِ، فَوَضَعَ القَدَحَ مِن يَدِهِ"([14]).

فهذا النصُّ يؤرِّخ لذات الحادثة التي أرَّخ لها ابن حبَّان في الثقات بقرينة اتِّحاد هذا النص والنصِّ الذي ذكره ابن حبَّان في أنَّ الحسين (ع) حين أراد أن يشرب صوَّب أحدُهم سهمًا فدخل في فم الحسين (ع) فحالَ بينه وبين الشرب، فإنَّ من المستبعَد أن يتكرَّر هذا الحدث مرَّتين وفي كلِّ مرَّة يدخلُ السهم في حلقِه.

وعليه فقوله "فدعا بقدحٍ من ماء" معناه أنَّ الحسين(ع) دعا العباس وليس الأعداء، ومع عدم القبول بذلك فالنصُّ لا يدلُّ على أنَّه دعا أحدًا من الأعداء أنْ يعطيه قدحًا من ماء، فلعلَّه دعا أحد أنصاره أو فتيانه، فإنَّ احتمال أن يكون لدى بعض أنصاره شيءٌ من ماء واردٌ كما هي عادة المحاربين أنْ يحمل كلُّ واحدٍ منهم إداوة فيها ماء يضعُها في لامة حربِه، ولعلَّ أحد أنصاره أو فتيانه طلب له ماءً من بعض مَن التحق بأنصاره من جيش عمر بن سعد، فإنَّ ما لا يقلُّ عن عشرين وقيل ثلاثين رجلًا من صفوف عمر بن سعد التحقوا بصفوف الإمام الحسين (ع) بعد نشوب المعركة واشتدادها.

فقول الدينوري في الأخبار الطوال: أنَّ الحسين (ع) "دَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ، فَلَمّا وَضَعَهُ في فيهِ رَماهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ" ليس فيه دلالة ولا إشعار بأنَّه (ع) طلب ذلك من أعدائه.

والذي يؤكِّد ذلك -مضافًا لما تقدَّم- اشتمال النص على أنَّه جيء إليه بقدحٍ ليشرب ومن الواضح من ملاحظة النصوص التاريخية المتوافرة أنَّ معسكر ابن سعد اجتهد ما وسعه أنْ لا يصل إلى الحسين(ع) شيءٌ من ماء، وأنَّ ثمة قرارًا رسميًا بالحيلولة دون وصول الماء للحسين (ع) فلا يمكَّن أنْ يشرب منه قطرة -كما سنشير لذلك- فكيف يقدِّم المعسكر الأموي أو بعض أفراده للحسين (ع) الماء بنفسه؟!

وممَّا ذكرناه يتبيَّن المراد ممَّا أورده ابنُ سعد في الطبقات الكبرى قال: عَطِشَ الحُسَينُ (عليه السلام) فَاستَقى، ولَيسَ مَعَهُم ماءٌ فَجاءَهُ رَجُلٌ بِماءٍ، فَتَناوَلَهُ لِيَشرَبَ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ، فَوَقَعَ في فيهِ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ ويَحمَدُ اللَّهَ"([15]).

فهذا النص يؤرِّخ لذات الحادثة التي يُؤرِّخ لها ابن حبَّان في الثقات بقرينة اتِّحاد النصين في إفادة أنَّه حين أراد أنْ يشرب صوَّب أحدُهم سهمًا فوقع في فيه أي دخل في حلقِه.

وعليه فقوله: "عَطِشَ الحُسَينُ (عليه السلام) فَاستَقى" معناه أنَّه طلب السقاء من أخيه العبَّاس (ع) والمراد من الرجل الذي جاءه بالماء هو العباس كما صرَّح بذلك ابن حبَّان في الثقات.

ومع عدم القبول بذلك فإنَّ نصَّ الطبقات لا يدلُّ بل وليس فيه إشعار أنَّ الإمام (ع) استقى من الأعداء، فإنَّ ما جاء في النصَّ هو أنَّ الحسين(ع) استقى ولم يبيِّن النصُّ مَن هو الذي كان يُخاطبه الحسين (ع) ثم قال: "فَجاءَهُ رَجُلٌ بِماءٍ" فلعلَّ هذا الرجل -إن لم يكن العباس- من بعض أنصاره الذين التحقوا بصفوفِه أو أنَّ أحد فتيانه طلب من أحدِهم الماء للإمام الحسين (ع)، فليس في النص المذكور ما يصحُّ الاستدلال به على أنَّه (ع) قد استقى من أعدائه.

ومن ذلك يتَّضح الجواب عن النصوص الأخرى التي ذكرت أنَّ الحسين استقى فجاءه سهمٌ فوقع في فمِه أو حنكه أو شدقه فإنَّ جميع هذه النصوص وشبهها تُؤرخ لحادثةٍ واحدة.

التعليق على ما ورد أنَّه استقى قُبيل مقتله:

الطائفة الثالثة: نصَّت على أنَّ الحسين (ع) استسقى ماءً قُبيل مقتله:

ولم أجد في ذلك سوى نصٍّ واحد أورده السيّد ابن طاووس قال: "وروى هلال بن نافع قال: إنِّي كنتُ واقفًا مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخٌ: أبشرْ أيّها الأمير! فهذا شمرٌ قتل الحسين، قال: فخرجتُ بين الصفّين، فوقفت عليه وإنّه ليجود بنفسِه، فوالله ما رأيتُ قطُّ قتيلًا مضمَّخًا بدمِه أحسن منه، ولا أنور وجهًا، ولقد شغلني نورُ وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتلِه، فاستسقى في تلك الحال ماءً، فسمعتُ رجلًا يقول: لا تذوقُ الماء، حتّى ترد الحامية، فتشرب من حميمها. فسمعتُه يقول: يا وَيْلَكَ، أَنَا لا أَرِدُ الْحامِيَةَ، وَلا أَشْرَبُ مِنْ حَميمِها، بَلْ أَرِدُ عَلى جَدّي رَسُولِ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله) وَأَسْكُنُ مَعَهُ في دارِهِ في مَقْعَدِ صِدْق عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر، وَأَشْرَبُ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِن، وَأَشْكُو إِلَيْهِ مَا ارْتَكَبْتُمْ مِنّي وَفَعَلْتُمْ بي .."([16]).

وهذا النصُّ ليس صريحًا أيضًا في أنَّه استسقى الماء من أعدائه، فالراوي قال: "فاستسقى في تلك الحال ماءً" ولم يذكر من هو المخاطَب بالاستسقاء، فلعلَّه استسقى أحدَ فتيانه الذي كان يرافقه إلى حين مقتلِه، فبعض فتيان الحسين (ع) لم يُشاركوا في الحرب بل كان بعضهم يُرافقه ويخدمه إلى أنْ قُتل.

ويُؤكِّد ذلك ما أورده الشيخُ المفيد في الإرشاد وغيرُه قال: "ولمَّا رجع الحسين (عليه السلام) من المسنَّاة إلى فسطاطه تقدَّم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فأحاطوا به، فأسرع منهم رجلٌ يُقال له مالك بن النسر الكندي، فشتم الحسين وضربه على رأسه بالسيف، وكان عليه قلنسوة فقطَعها حتى وصل إلى رأسِه فأدماه، فامتلأت القلنسوة دمًا، فقال له الحسين: "لا أكلت بيمينك ولا شربتَ بها، وحشرك اللهُ مع الظالمين" ثم ألقى القلنسوة ودعا بخرقةٍ فشدَّ بها رأسَه واستدعى قلنسوةً أخرى فلبسها واعتمَّ عليها"([17]).

فمفاد هذا النصَّ أنَّ الحسين (ع) حين رجع من جهة المسنَّاة وحيدًا بعد مقتل العباس -كما نصَّ على ذلك المفيد وغيره-"([18]). قصد الفسطاط فاعترضه الشمر في جماعةٍ من أصحابه وأحاطوا به وتحلَّقوا حوله فتقدَّم رجلٌ منهم فضرب الحسين (ع) على رأسِه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطَها فألقى الحسين (ع) القلنسوة، ودعا بخرقةٍ فشدَّ بها رأسَه واستدعى قلنسوةً أخرى فلبسها واعتمَّ عليها.

فمَن الذي طلب منه الحسين (ع) -وهو في قلب المعركة وقد صار وحيدا- أنْ يناوله خرقةً ليشدَّ بها رأسه وقلنسوةً ليلبسها ويعتمَّ عليها؟ فالمستظهَر هو أنَّ الحسين (ع) طلب ذلك من أحد غلمانه الذي كان يرافقه ويخدمُه.

وأصرحُ من ذلك ما رواه ابن عساكر بسنده عن مسلم بن رباح مولى عليِّ بن أبي طالب قال: كنتُ مع الحسين بن علي يوم قُتل فرُمي في وجهِه بنشابة فقال لي: يا مسلم أدنِ يديك من الدم فأدنيتهما فلمَّا امتلأتا قال اسكبه في يدي فسكبتُه في يدِه فنفخَ بهما إلى السماء وقال: اللهمَّ اطلبْ بدم ابنِ بنتِ نبيِّك قال مسلم: فما وقعَ منه إلى الأرض قطرة" تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج14/ 223 هذا النصُّ أصرح من سابقه في أنَّه كان بعض موالي الحسين(ع) يرافقه ليخدمه.

وعليه فلعلَّه (ع) حين استسقى الماء قُبيل مقتله كان قد استسقاه من أحد مواليه -غلمانه- فلعلَّه حين أنهكه الظمأ قال لغلامه اذهب فأتني بماء فإنَّ الغلام قد يتمكَّن من الوصول إلى الفرات لجهلِهم بهويَّته فيُتاح له بذلك إيصال الماء إلى الحسين (ع).

فمع قيام هذا الاحتمال لا يكون النصُّ المذكور صالحًا للاستدلال به على أنَّ الحسين (ع) قد استسقى الماء من أعدائه، نعم أورد ابنُ نما الحلِّي في كتابه مثير الأحزان عينَ هذا النصِّ المروي عن هلال بن نافع إلا أنَّه ذكر بدلًا من عبارة: "فاستسقى في تلك الحال ماءً" عبارة أخرى وهي: "وطلب منهم ماء"([19]) فبناءً على هذه العبارة يكون الظاهر أنَّه (ع) طلب الماء من أعدائه.

إلا أنَّه مع قطع النظر عمَّا هو محرَزٌ من كون السيد ابن طاووس أدقَّ من ابن نما الحلِّي في النقل فإنَّه لا يُمكن التعويل على أيٍّ من النقلين في المقدار الذي اختلفا فيه لعدم احراز أيِّ العبارتين صدرتْ عن الراوي أعني هلال بن نافع، فاختلافُهما فيما هو المروي عن هلال بن نافع يُوجب سقوط النقلين عن الاعتبار كما هو محرَّرٌ في علم الأصول وكما هي طريقة العقلاء في التعاطي مع النصوص والأخبار.

خبر هلال بن نافع ساقط عن الاعتبار:

وعلى أيِّ تقدير فإنَّ هذا النص ساقطٌ عن الاعتبار من الأساس، وذلك لأنَّ الراوي كان من جيش عمر بن سعد فهو رجلٌ فاسق لا يُعوَّل على أيِّ خبرٍ يتفرَّدُ بنقله، وحيث إنَّ هذا المقدار من الخبر الذي رواه قد تفرَّد هو بنقله، فلم ينقله معه غيرُه ولم تقُم القرائن والشواهد على صدقِه لذلك فهو ساقطٌ عن الاعتبار، فلا يصحُّ الاستدلال به على أنَّ الإمام الحسين (ع) قد طلب الماءَ من أعدائه.

القرينة على فساد دعوى طلبه الماء من الأعداء:

هذا مضافًا إلى منافاة دعوى طلب الحسين (ع) الماءَ من أعدائه مع ما هو المعلوم المقطوع به من حال الإمام الحسين (ع) وأنَّه في أعلى درجات العزَّة والأنفة والإباء والكرامة، فلا يُقدِم مثله على طلب الماء من أمثال هؤلاء القُساة الجُفاة الذين قتلوا قبل قليلٍ إخوته وأبناءه وأبناء أخوته وأطفاله عطاشى دون أنْ يخفقَ لهم قلب أو يَرُفَّ لهم جفن، فكيف يطلبُ من هؤلاء ماءً وهو يعلمُ لؤمَهم ودناءَتهم وخسَّة طباعِهم، ويعلم من حالِهِم أنَّهم لن يستجيبوا لطلبِه وأنَّهم سيُقابلون طلبَه بالسخرية والتهكُّم وألفاظ التشفِّي؟!! فهل يُعرِّض الحسينُ (ع) -بل مَن هو دونه في المروءةِ والشرف- نفسَه لتوهين الأنذال حرصاً على حاجةٍ يعلمُ أنَّه لن يطول الصبرُ عليها، وسوف يردُ على جدِّه المصطفى (ص) فيسقيه من كأسِه الأوفى كما كان يُبشِّر بذلك أبناءه وأنصاره.

دعوى أنَّه (ع) أراد أنْ يُقيمَ الحجَّةَ عليهم لا تصحُّ:

ودعوى أنَّه (ع) أراد أنْ يُقيمَ الحجَّةَ عليهم لا تصحُّ، فإنَّ الحجَّةَ قائمةٌ عليهم أبلغَ قيام، فإنَّهم قد منَعوه من الماء ثلاثة أيام، وقد رأوه (روحي فداه) يُجالدُهم من أجل الوصول إلى الفرات ليشربَ شيئًا من الماء، فكان كلَّما قصدَ الفرات تآزروا للحيلولة بينه وبين الوصول إليه، وقد صوَّب أحدُهم سهمًا إلى فمِه ليمنعَه من تناول الماء، وقد استمات إخوتُه سعيًا منهم للوصول إلى الفرات علَّهم يتمكنون من إيصال شيءٍ من ماء إلى الحسين (ع) وأطفاله فقُتلوا عن آخرهم، فأيُّ حجَّةٍ -بعد كلِّ ذلك- يحتاجُ الحسينُ (ع) أنْ يُقيمَها عليهم؟!! ألم يكونوا يشاهدون -وقد تحلَّقوا حولَه- ما ظهَرَ على محيَّاه من الإعياء والنَصَب حتى أقعدَه عن القتال؟ ألا يُشاهدون الجراحات البليغة وقد أثخنتْ جسدَه الشريف والدماء تنزفُ من جميع جوانبه؟ فهل يحتاجُ مَن في مثل حالِه أنْ يطلبَ الماءَ ليُقيم عليهم الحجَّة؟!

إنَّ الحجَّة قائمةٌ عليهم وإنَّ قتلَه (ع) وهو ظامئ قد صدر به قرارٌ ملزِم لا يسعُ ابنُ سعدٍ الذليل الخانع ولا معسكره أنْ يتجاوزوه، فقد ذكر المؤرِّخون أنَّ ابنَ زيادٍ بعث برسالةٍ إلى عمر بن سعد فقال: "فحُل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ولا يذوقوا منه قطرة"([20]) وفي الأخبار الطوال: "أن أمنع الحسين وأصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حُسوة"([21]) فالقرار ليس هو منعُ الحسين (ع) من التزوُّد بالماء بل منعُه من أنْ يذوق منه قطرة وكان الحسين (ع) يعلم بذلك، وقد لاقى هذا القرار هوًى في نفوسِهم المُحتقِنة بالحقد الدفين على البيت النبويِّ فتمثَّلوه على أكمل وجه.

فهل يجسرُ بعد ذلك من أحدٍ يعرفُ الحسين -وشموخَه وأنَفَته وعلوَّ همته وبصيرته وصبره- أنْ يُحدِّثَ نفسه أنَّ الحسين (ع) قد التمسَ من هؤلاء الأجلاف ماءً ليشربه وهو يعلمُ أنَّهم لن يستجيبوا لطلبه بل سيقابلونه بالتهكُّم والمزيد من التشفِّي. ﴿سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾([22]).

وخلاصة القول:

هو أنَّه لو كان ثمة من خبرٍ يَظهرُ منه أنَّ الحسين (ع) قد التمس من هذه الطغمة الفاجرة أنْ يسقوه شيئًا من ماء لكان علينا طرحُ هذا الخبر لمنافاته مع ما هو المعلوم والمقطوع به من حال الحسين (ع) وما انطوت عليه نفسُه الأبيَّة من كرامة وأنفة يعزُّ على الدهرِ أن يجد لها شبيهًا، ومنافاته مع سيرته معهم وخطاباته ومشاهد العزَّة التي تجلَّت في مواقفه يوم عاشوراء، ومنافاته مع سيرتهم معه فلو كان ثمة من خبرٍ يظهَرُ منه أنَّه التمس من هؤلاء الأجلاف شيئًا من ماء لكان علينا طرحُه، فكيف وليس في البين شيءٌ من ذلك سوى نقولات لا أصلَ لها ولا أساس تَستندُ إليه، ولا يبعد -إنْ أحسنَّا الظن- أنَّ العواطف الخائرة هي التي نسجَتْ هذه النقولات المُسيئة لمقام أبيِّ الضيم وسيِّد الشهداء (عليه السلام).

ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

أختم بما أورده الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة روى بسندٍ متصلٍ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله أنَّه قال: " .. وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً، إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ فِي السَّماءِ أكبَرُ مِنهُ فِي الأَرضِ؛ فَإِنَّهُ مَكتوبٌ عَن يَمينِ العَرشِ: مِصباحٌ هادٍ، وسَفينَةُ نَجاةٍ، وإمامٌ غَيرُ وَهِنٍ، وعِزٌّ وفَخرٌ، وبَحرُ عِلمٍ، وذُخرٌ" .(23)

جواب آخر لسماحة السيد جعفر مرتضى العاملي (ره):

إن فهم استسقاء الحسين على أساس أنه استجداء، غير دقيق.. وذلك لما يلي:

أولاً: لوجود وجوه أخرى تظهر قرائن الأحوال أنها هي المقصودة، ونذكر منها ما يلي:

أ ـ إنه [عليه السلام]، كان يريد أن يقيم الحجة عليهم وعلينا، حتى في مثل هذه اللحظات، لكي لا يحتمل أحد أنهم في زحمة الأحداث قد غفلوا عن هذا الأمر، أو ذهلوا عنه.

فيكون [عليه السلام] بذلك قد نبه الغافل منهم ـ إن كان ـ ويكون قد عرّفنا بأنهم يأتون ما يأتونه عن سابق تصميم، وعلم ودراية، وأنهم غير معذورين أبداً في شيء من ذلك..

ب ـ إنه [عليه السلام]، يريد أن يعرفنا مدى مظلوميته مع أناس يبكي ويتحسر عليهم حتى وهم يقتلونه.

ثانياً: إن طلبه شربة الماء هو الحق الطبيعي له، فهل من يطالب بحقه يكون مستجدياً؟! فكيف إذا كان حقه هذا قد حفظته له الشريعة، وأكدته له الأعراف، وفوق ذلك كله، إنه حق الإمامة، وحقه الإنساني..

ثالثاً: إنه لا بد له من أن يستنفد جميع الوسائل التي ربما تفيد في هداية بعض من بقي في قلبه ذرة من عاطفة، وبقية من إنصاف، وحد أدنى من إنسانية.. لأنه مسؤول عن هداية الناس كلهم، ولا بد أن يفتح لهم أبواب الهداية.

وهذا النداء الإنساني المتوافق مع المشاعر، والمنسجم مع الأعراف والمتناغم مع الفطرة هو أحد هذه الأبواب..

الهوامش:

[1]- سورة التوبة / 120.

[2]- سورة المنافقون / 8.

[3]- الفتوح -ابن أعثم- ج5 / ص117.

[4]- مقتل الحسين (ع) -الخوارزمي-.

[5]- اللهوف -السيد ابن طاووس- ص71.

[6]- مثير الأحزان -ابن نما الحلِّي- ص55.

[7]- الأخبار الطوال -ابن قتيبة الدينوري- ص258.

[8]- الكامل في التاريخ -ابن الأثير- ج4 / ص76.

[9]- الإرشاد -الشيخ المفيد- ج2 / ص109.

[10]- نسب قريش -مصعب بن عبد الله الزبيري- ج2 / ص43.

[11]- المخصص -ابن سِيده- ج4 / ص174.

[12]- الثقات -ابن حبَّان- ج2 / ص310.

[13]- أخبار الدول وآثار الأول ج1 / ص322.

[14]- الأخبار الطوال -ابن قتيبة الدينوري- ص258.

[15]- الطبقات الكبرى -ابن سعد- ترجمة الإمام الحسين (ع) ص74.

[16]- اللهوف -السيد ابن طاووس- ص76.

[17]- الإرشاد -الشيخ المفيد- ج2 / ص110.

[18]- الإرشاد -الشيخ المفيد- ج2 / ص109.

[19]- مثير الأحزان -ابن نما الحلِّي- ص57

[20]- تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص311.

[21]- الأخبار الطوال -الدينوري- ص255.

[22]- سورة النّور / 16.

[23] - كمال الدين وتمام النعمة -الصدوق- ص265.