موقف محرج وكرامة لزوار الإمام الحسين (ع)!

الشيخ أحمد علي الحلي

هذه كرامتهم عند الله تعالى:

بيتي في شارع الطوسي، ومن الطبيعي أن أكون بخدمة الزائرين أيّام الأربعين وبعدها، وبيتي وقتها يمتلأ حتى سطح الدار؛ للمجاورة كما ذكرت.

وفي إحدى السنوات السابقة وقبل الأربعين حلّ الليل واستنزفت فراش البيت، والشتاء قارص، فاستعنت بفراش بيت والدتي وبيت صهري من آل شكر، والحمد لله ربّ العالمين على الخدمة والتوفيق.

وفي وقت متأخر من الليل طُرقت الباب وإذا (١٧) زائرا، خجلت من ردّهم، وليس من أخلاقي، فقلت لمن في الدار من الزوار: وسعوا لأخوتكم الزوار، فوسعوا، وأتيت بالعشاء، مع ضيق المكان، وكان الهمّ عندي من أين أجلب الفراش لهم؟

فطُرقت الباب، وإذا بأحد الأخوة من البحرين (الحاج … الصفّار) ويجمعني معه العمل التراثي وحب الكتب، ومعه زائر قطريّ لا أعرفه، وبعد السلام والتحية، نظروا للزوار من فتحة الباب اليسيرة، فقالوا: أنحب نتبرك مع الزوار؟ فقلت: اتفضلوا، وتعشوا مع الزوار.

فأخرج القطريّ مبلغاً من المال، وقال: هذا  للزوار، فامتنعت من أخذه للكرامة والعفّة وطلباً للكمال، وثمّ هو في أول دخوله، وليس لي به معرفة سابقة، ولهذا وغيره امتنعت من أخذه منه، وألحّ عليّ وألح، فامتنعت، فاجتمعت الأصوات من الزوار قائلين: هو قال للزوار وليس لك، فأخذت المبلغ بعد الإصرار، وخرج الصفّار وصديقه.

فاتصلت بأختي العزيزة وأعطيتها كلّ المبلغ، وقلت لها: ولو زحمة اشترينا فراش للزوار، ولم أذكر لها العدد، يشهد الله تعالى.

فجاءت بعد ساعة ومعها (١٧) دوشك وبطانية ووسادة، فتعجبت من هذا الاتفاق، والكرم الحسيني، فما جلبته هو بعدد الزوار دون زيادة أو نقصان.

هذه كرامتهم عند الله تعالى فلم لا نخدم زوارهم، بأبي هم وأمي.

وهذا غيض من فيض مما رأيت من كرمهم.