كيف تدير نفقاتك خلال شهر رمضان؟

يدور شهر رمضان المبارك في جوهره حول تنظيم سلوكنا وكبح رغباتنا في مواجهة الإغراءات. 

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ويتمثل أحد جوانب ضبط النفس برأيي في تنظيم سلوكنا المالي، فبدلاً من الاستمرار في تجربة الإنفاق العشوائي وإجراء عملية شراء اندفاعية الواحدة تلو الأخرى، يجب أن يكون لدينا الانضباط الذاتي للالتزام بميزانيتنا، والعيش في حدود إمكاناتنا.

وعلى الرغم من أن شهر رمضان قد بدأ بالفعل، ولكن لم يفت الأوان بعد لبناء عادات مالية صحية، والبناء عليها كفرصة لاكتساب مهارات التخطيط المالي من أجل الاستثمار على المدى الطويل.

وهذه بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التخطيط لأموالك في رمضان، لتفادي إحداث فجوة في ميزانيتك لهذا الشهر:

ضع خطة إنفاق والتزم بها

تتضمن الخطة (1) إعداد الميزانية، (2) تسجيل النفقات اليومية، (3) التحقق فيما إذا كان إنفاقك يتماشى مع ميزانيتك المحددة مسبقًا. لذا لا تضغط على نفسك إذا تجاوزت الميزانية، ولكن بدلاً من ذلك حافظ على التزامك بخطتك في اليوم التالي.

اكتب عدد وجبات الإفطار التي ستستضيفها في منزلك خلال رمضان، حتى تتمكن من إعداد ميزانية لكل منها.

الحد من وجبات الإفطار خارج المنزل

عند اتخاذ قرار الإفطار خارج المنزل، يفضل ألا يكون المطعم في مركز تجاري، لأن مجرد الذهاب في جولة داخل المركز يمكن أن يورطك بنفقات إضافية غير مدرجة في الميزانية.

قم بإعداد قائمة تسوّق أسبوعية

 

أرى في هذا الإطار أهمية كتابة قائمة أسبوعية للأكلات التي سيتم تحضيرها خلال الأسبوع، ومن ثم كتابة الاحتياجات التي تود إحضارها من السوق، بحيث يمكنك شراء ما تحتاجه بشكل منظم، فالذهاب إلى التسوق دون وجود قائمة يمكن أن يؤدي إلى مشتريات قد لا تلزمك أو فائضة عن حاجتك، فتتلف وتضطر لرميها بعد فسادها أو انتهاء صلاحيتها .

لا تتسوق وأنت جائع/ صائم

وفقا لنتائج عدد من الدراسات، فإن التسوق وأنت جائع سيجعلك تميل إلى شراء كمية هائلة من الأشياء التي لا تحتاجها في نهاية المطاف.

ادفع نقداً

يوفر الدفع الرقمي تجربة ممتعة وإحساساً بالأمان، ومع ذلك يجب أن تضع في اعتبارك أيضاً جانبه السلبي في سلوك الإنفاق. 

وجدت العديد من دراسات علم نفس المستهلك، والتي درست الروابط بين طريقة الدفع وسلوك المتسوق، أن أولئك الذين يدفعون عن طريق بطاقات الائتمان يميلون إلى الإنفاق الزائد، ويشترون الأشياء باندفاع، وتمتلئ سلال التسوق الخاصة بهم بالأطعمة غير الصحية، وكثيرا ما يندمون بعد التسوق.

ويرجع هذا إلى الحقيقة النفسية التي مفادها أن الشراء نقداً ينتج عنه ألم فوري مقارنة بطرق دفع أقل شفافية، مثل بطاقات الائتمان وبطاقات الهدايا (مقابل النقود)، التي يسهل إنفاقها أو التعامل معها على أنها لعبة.

قم بشراء الأشياء التي تحتاجها فقط 

اسأل نفسك قبل شراء منتج ما: هل أنا بحاجة إليه حقًا، أم أنه نتيجة لإغراء إعلان ما أو رغبة آنية أو حالة نفسية؟

سيحدد هذا السؤال ما إذا كنت بحاجة فعلاً للذهاب إلى بوفيه الإفطار، أو التسوق عبر الإنترنت، أو شراء الهدايا الفخمة.

 

اشترِ السلع الأساسية التي يمكنك تخزينها بكميات كبيرة ويتم استهلاكها بكميات كبيرة، مثل الأرز والسكر والطحين، لأن سعر الكميات الكبيرة أوفر من سعر الكميات الصغيرة التي تباع بالكيلو غرام. 

تابع العروض التي تقوم بها الأسواق، كالتي تراها على مواد التنظيف ومسحوق الغسيل وفوط الأطفال وغيرها والتي من المستبعد أن تتعرض للتلف في حال تخزينها.

لا تشتري في أوقات الذروة، كالليلة الأخيرة من رمضان وأيام الجمعة، لأن الأسعار حينها غالبا ما تكون مرتفعة جدا وجنونية.

تفادى التسوق في اللحظة الأخيرة، لأنه من المرجح أن تدفع المزيد من المال مقابل الحصول على شيء ما بسرعة، مما قد يؤدي إلى زيادة نفقاتك بشكل كبير.

بالنسبة للملابس والإكسسوارات لا تستعجل في الشراء، وقم بمقارنة الأسعار، فعندما تعجبك قطعة ملابس، قم بتصويرها بواسطة كاميرا الموبايل، وابحث عنها لاحقا عبر الأنترنت فقد تجدها بسعر أقل من المعروض.

يمكن أن يشهد شهر رمضان خروج نفقاتك عن السيطرة، ولكن بالقليل من الانضباط وبعض التخطيط المسبق الذكي يمكنك المحافظة على خطة إنفاقك على المسار الصحيح، والتفرغ للعبادة خلال الشهر الفضيل.

*فاتن حداد