تعلّموا من العراق أعلى درجات السلم الأهلي.. هنا زيارة الأربعين!

كتب السيد حسين الحكيم:

إنني أدعو محبي السلام في العالم كي يستفيدوا من هذه التجربة للمرجعية الدينية للمسلمين الشيعة التي نجحت بشكل لافت وهي تستند إلى سيرة النبي وأهل بيته المعصومين وأقوالهم ومواقفهم الخالدة وتقدم رؤيتها بشكل مقنع لمئات الملايين من أتباعهم في العالم كيلا يسببوا أي شعور بالخطر عند الأشخاص المسالمين.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لقد نقلت وسائل الإعلام المختلفة التي غطت المسيرة المليونية لزيارة الحسين مشياً على الأقدام عبر مئات الكيلو مترات مشاركة الكثيرين من أتباع الأديان والمذاهب المختلفة.

إن من أهم دروس حضور المختلفين دينياً ومذهبياً في الزيارة الأربعينية المليونية واندماجهم الاجتماعي مع الزوار بحيث يمشون ويجلسون ويأكلون وينامون في نفس الأماكن هو أن فهم المجتمع العام للدين الإسلامي بحسب مذهب التشيع خالٍ من عناصر  التوتر  وتهديد الآخر بحيث يجد نفسه مُرحباً به ليس من قبل مسؤولي العلاقات في مؤتمر محدد بقاعات خاصة في فنادق محددة، بل يجد نفسه موضع ترحيب من قبل ملايين الناس من الرجال والنساء والكبار والصغار المتفاوتين جداً في مستوى تعليمهم وتجاربهم الحياتية.

ولا بد أن نأخذ بنظر الاعتبار أن هذه الدرجة العالية من السلم الأهلي برغم أن الشيعة عموماً والزوار خصوصاً تعرضوا لهجمات إرهابية قال منفذوها أنها تمثل السنة. ومع ذلك لم يحمل الزوار الشيعة بملايينهم وتفاوت مستوياتهم التعليمية والثقافية مسؤولية تلك الدماء للأبرياء السنة بل استقبلوهم ورحبوا بهم.

 وقد حصل الكثير من تلك الاستهدافات في مسيرتهم المليونية السنوية هذه نفسها.

إنني أدعو محبي السلام في العالم كي يستفيدوا من هذه التجربة للمرجعية الدينية للمسلمين الشيعة التي نجحت بشكل لافت وهي تستند الى سيرة النبي وأهل بيته المعصومين وأقوالهم ومواقفهم الخالدة وتقدم رؤيتها بشكل مقنع لمئات الملايين من أتباعهم في العالم كيلا يسببوا أي شعور بالخطر عند الأشخاص المسالمين لهم وعدم تحميلهم مسؤولية الإرهابيين المشتركين معهم في الديانة، ولهذا كانت الملايين في المسيرة تحتضن المسيحي والإيزدي والصابئي والسني وغيرهم من مختلف الأديان والمذاهب وتشعرهم باحتفاء كبير يبعث في نفوسهم الشعور العميق بالسلام والاطمئنان.

إن البابا المعظم وهو من أبرز القيادات الروحية في العالم قد أدرك ما أقول بشكل عميق وجاء لزيارة العراق والمرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله وعبّر عن تقديره لكل ذلك. 

إن القيادات الروحية المخلصة في العالم اليوم مرحب بها شعبياً وحكومياً لزيارة العراق ودراسة هذه التجربة بعمق لتعميمها في مختلف البلدان التي تعاني من التوترات الدينية والعرقية.