الشيخ الوحيد: زُر موضع الرأس واصرخ ’يا حسين’

عند وصولك الى باب الحائر ثم وصولك الى باب الروضة يجعلك الله من المفلحين، أنا بنفسي مازلت حيران ما الخبر، عندما تصل باب روضته تصبح من المفلحين، ما معنى المفلحين؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 فلنعُد الى القرآن ونلاحظ ماهي شروط الوصول للفلاح.

 أقرأوا سورة المؤمنين (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، ولنعلم هذا النظام أي نظام، من المؤمنون؟ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، فما تلك الخصوصية حتى يصل الى هنا، (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، لما يصل الى هنا يصبح من المفلحين، هذه المنزلة عظيمة جداً (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤنون بالغيب) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

بزيارة واحدة عند الوصول إلى الحائر سوف يصبح من المفلحين، ما هذا الإكسير الذي ينقلب هكذا؟ يقلب الحديد الى الذهب، إذا مشى في الطريق الى قبره، ثم المهم هنا التفكير الدقيق عندما تفرغ من مناسكك في حج البيت، مع هذا الفارق أن هذا الحج حج البيت وهنا حج ذات الله، الحج هو القصد، والمقصد هناك عبارة الكعبة، أما المقصد هنا هو زيارة ذات الله لأنه ورد في النص الصحيح من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه.

ثم بعد الفراغ من الحج ماذا يحدث؟

فالذي يحير العقول أنه لما تفرغ من مناسكك كتبك الله من الفائزين، فبعد مقام المفلحين من باب مرقده الى موضع رأسه ينقلب الى الفائزين، ما هي درجة الفائزين؟ يجب أن يلاحظ كلام الله تعالى حتى يفهم الحديث.

الذين آمنوا: انظروا الآن بدقة ما هي الشروط حتى تصل هنا الفلاح، (الَّذِينَ آمَنُوا) والكلمة الثانية (وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)، هذا مقام الفائزين، (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، ففي هذه المرحلة التي هي مرحلة كمال السعادة البشرية، مرهونة بزيارة موضع الرأس من قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)، هذه الزيارة لقبره هي التي تقلب النفس هكذا، عندما تأتي أمه يوم القيامة مع ذلك الضلع المكسور والساعد المتورمة هل تطرح من على رأسها ذلك الثوب الذي تلطخ بمثل ذلك الدم، ماذا سيحدث، وماذا سيُصنع، فلهذا يجب أن تصرخ هذه المملكة في هذه السنة صرخة واحدة بـ (يا حسين)، يجب أن تصبح أرجاء المملكة نوحاً وصياحاً في عزاء مثل هذه الشخصية، فلينقلب العالم.

المصدر: محاضرة للمرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ وحيد الخرساني (دام ظله)