من الشام إلى كربلاء.. ما حقيقة رجوع السبايا في ’الأربعين’؟!

المشهور بين علمائنا أنّ رجوع موكب سبايا أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء كان في يوم الأربعين. 

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وذهب بعضهم إلى استبعاده نظراً إلى عدم سعة الزمان لذلك. 

وأمّا إمكان ذلك بحسب الوضع الطبيعيّ فبهذا البيان: 

إنّ السبايا توجّهوا ظهر اليوم الحادي عشر من محرّمٍ إلى الكوفة ، ودخلوا الكوفة في اليوم الثاني عشر. 

وفي نقْل سبط ابن الجوزيّ أنّ ابن زيادٍ جهّز الرؤوس والسبايا في اليوم الثاني إلى الشام. تذكرة الخواصّ ص234. 

فيكون اليوم الثالث عشر أو الرابع عشر من محرّمٍ هو يوم انطلاق موكب السبايا إلى الشام. 

وهذا النقل قريب من الواقع، فابن زيادٍ جهّزهم وأرسلهم سريعاً إلى الشام خوفاً من اضطراب الوضع في الكوفة. 

والمشهور بين علمائنا أنّ السبايا دخلوا الشام في الأوّل منْ صفرٍ. 

قال الشيخ عباس القمّيّ: ( قال الشيخ الكفعميّ وشيخنا البهائيّ والمحدّث الكاشانيّ: في أول صفرٍ أدخل رأس الحسين عليه السلام إلى دمشق ، وهو عيد عند بني أميّة ، وهو يوم تتجدّد فيه الأحزان: 

كانتْ مآتم بالعراق تعدّها *** أمويّة بالشام منْ أعيادها 

وحكي أيضاً عن أبي ريحان في الآثار الباقية أنّه قال: في اليوم الأوّل من صفرٍ أدخل رأس الحسين عليه السلام مدينة دمشق فوضعه يزيد بين يديْه ونقر ثناياه بقضيبٍ في يديه ويقول: لست منْ خنْدف. .الخ ) نفس المهموم ص391 ، مصباح الكفْعميّ 510 ، توضيح المقاصد للبهائيّ ص4 ، تقويم المحسنين للكاشانيّ ص15 ، الآثار الباقية للبيرونيّ ص331. 

فيكون مجموع مسيرهم من الكوفة إلى الشام سبعة عشر أو ستة عشر يوماً. 

وهذه الفترة مدة طبيعية جداً لسير قافلةٍ من الكوفة إلى دمشق ، فالقوافل تقطع هذه المسافة بأقلّ منْ هذه المدة بكثيرٍ. 

وأمّا فترة بقائهم في دمشق: فلمْ يدمْ طويلاً، قال المفيد: " أقاموا أيّاماً " الإرشاد ج2 ص122 ، ولعلّها زهاء عشرة أيامٍ ، كما رواه المجلسيّ في البحار ج45 ص169 ؛ لأنّ الوضع اضطرب في الشام على يزيد ، بعد خطبة الإمام السجّاد والسيدة زينب ، وإقامة النّوْح والبكاء والمأتم على الإمام الحسين عليه السلام ، فجهّزهم يزيد سريعاً إلى المدينة ، ومن هنا نستبعد بقاءهم إلى شهرٍ أو أكثر في دمشق. 

 

فكان خروجهم في يوم الحادي عشر من صفرٍ أو قبل ذلك ، فتكون مدة مسيرهم من دمشق إلى كربلاء عشرة أيامٍ أو أكثر ، وهذا قريب من الواقع؛ لأنّ رجوعهم كان من الطريق السريع ، وليس من الطرق الوعْرة الطويلة. 

وبناءً على هذا: فمن المحتمل والقريب جداً على طبق هذه الروايات أنْ يكون رجوعهم إلى كربلاء في اليوم الأربعين.