هل فكرت في حياتك عند الشيخوخة؟!

نقطة يجب الالتفات إليها وهي أن كل واحد منا – الموظف وغير الموظف – يفكر في مستقبله وقلنا في حديث سابق أن الإنسان عليه ألا يقلق على مستقبله، وقد اعترض بعض الإخوة الاقتصاديين وقالوا: كيف تقول هذا والحال أن على الإنسان أن يدخر القرش الأبيض لليوم الأسود كما يقال؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وفي مقام الجواب نحن نقول: لا مانع من تدبير المعيشة، ولا نقصد بتدبير المعيشة الفعلية؛ بل نعني مطلق المعيشة الآن ولاحقا، إنما الكلام في نفي الحرص وانعدام التوكل على الله سبحانه، وكل واحد منا يفكر في أفضل الاستثمارات والوظائف، ولكن هل فكر أحدنا يوما من الأيام في حياته عند الشيخوخة؟

وإننا لنأسف عندما نرى بعض كبار السن حفظهم الله تعالى – وبعضهم حقيقة من أهل الجنة، ممن تربى في طاعة الله وممن يذكرون أهل بيت نبيهم (ع) ومن الذين لم يرتكبوا المنكرات الكبيرة – لا يملكون وعيا دينيا ولا فهماً في العقيدة ولا صلاة خاشعة ولا رقة في القلب، لماذا؟ لأنهم لم يبذلوا جهدا في أيام شبابهم في إصلاح أنفسهم ولم يستثمروا أوقات فراغهم، بل كانوا منشغلين بسقي الزرع واللعب مع الأطفال والانتقال من بيت إلى بيت في فراغ وبطالة وقد يتمنى البعض منهم التعجيل في أجله لما يعيش من الملل في حياته، والحال أن مراجع التقليد عندنا، تبدأ مرجعيتهم في سن السبعين والثمانين والتسعين حتى المئة، لأنهم يعيشون على رصيد الماضي، ولو تربى الشاب على ثقافة الله والوعي وحب المطالعة، لأنس بالكتاب حتى في أواخر حياته ولاشتغل بالعبادة عن غيرها وإن كان في نهاية عمره، وكلما ازداد في العمر؛ ازداد حباً للعلم والعبادة والاستثمار العلمي.

*مقتطف من محاضرة للشيخ حبيب الكاظمي