بينها الاكتئاب.. أمراض تصيب «المراهقات»

تخبرنا الأرقام أن معدل انتشار الأمراض النفسية يصل إلى 16% من الأمراض الأخرى، والمراهقون يحتلون الفئات الأكثر تأثراً، نظراً للتغيرات الهرمونية والنفسية والاجتماعية التي تحدث لهم، إضافة إلى العوامل البيئية المؤثرة على شخصية المراهق أو المراهقة.

في هذا التقرير سنتعرف على الأمراض النفسية التي تصيب المراهقات وطرق التعامل معها.. ولهذا كان اللقاء والدكتور صادق المغازي أستاذ طب النفس وتعديل السلوك للشرح والتوضيح.

1- المراهقة.. والتغيرات النفسية للبنات

تتعرض الفتيات في سن المراهقة للعديد من المشكلات، معظمها نفسية نتيجة التخبط الشديد في المشاعر، وبسبب فورة المشاعر والهرمونات التي تتفاعل داخلها، وإذا لم تجد الفتاة الحب والحنان والاحتواء داخل البيت، تبحث عنه في الخارج، ما يعرضها لمشاكل من نوع ثانٍ، وكثيرون ينتهزون هذه الفرصة..مستغلين الفرصة وهذا الفراغ العاطفي.

كثير من الفتيات يشعرن بالقلق والخجل من مظهرهن الخارجي، نظراً للتغيرات التي تحدث للجسم، إلى جانب التعرض للتنمر من الأشخاص الذين يضايقون الفتيات في مرحلة البلوغ.

العواطف الجياشة..

فتجد الفتاة تبكي لأي سبب وبدون سبب واضح، ومع ذلك نجد الفتيات يحرصن على الدراسة بشكل أفضل، ليصبح منظرها أفضل أمام رفيقاتها مما يسبب لها ضغطاً خاصاً، والعلاج يكون بالاهتمام بمشاعرها والاستماع إليها في كل وقت، وإعطائها وقتاً مخصصاً للحديث معها واحتوائها بشكل واضح.

2- تغيرات بالمزاج الشخصي

التغير يحدث بالمزاج الشخصي، حيث إن المراهقة لا تتحكم بمشاعرها، فتعاني من اضطرابات نفسية وعصبية ومزاج متقلب.

تفهم كل سلوك وتصرفات تحدث أمامها بحساسية مفرطة ، وتفسرها حسب وجهة نظرها.

الوعي الذاتي للمراهقة، يشعرها بعدم الثقة بالنفس، وبالتالي يصبح أي موقف لديها كارثة، ما يؤثر في فقد ثقتها بنفسها، وعند اتخاذ القرارات تكون معظمها غير صحيحة، نظراً للاندفاع عند اتخاذها.

يبدأ الجسم في مرحلة المراهقة في التغير والتحول من طفلة إلى فتاة بالغة، حيث تبدأ تكوينات الجسم في البروز، ويزداد الطول وحجم الرأس، وشكل الجسم عموماً، كما تتغير ملامح وجه المراهقة.

ومن مظاهر النمو العقلي للمراهقة، أنها تبدأ في تحديد أهدافها العامة وتسعى لتحقيقها، مع وجود القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بها، ومحاولة التحكم في مشاعرها.

3- أعراض المرض النفسي

·      بداية.. من المهم التأكد أن أعراض المرض النفسي عند المراهقين قد استمرت ولفترة طويلة، تتراوح من أسابيع إلى شهور، حتى يتم اعتبارها ضمن أعراض المرض النفسي.

·      اضطرابات عاطفية، إذ يظهر على المراهقات المصابات بهذه المشكلة تغيرات سريعة، وغير متوقعة في الحالة المزاجية، من الفرح إلى الغضب ثم الحزن وهكذا.

·      الذُهان.. يشيع هذا العرض في نهاية فترة المراهقة، إذ تصاب المراهقة بالهلوسة والأوهام، وغالباً ما يؤدي هذا إلى الشعور بالذنب والرغبة في الانعزال عن الحياة الاجتماعية.

·      محاولة إيذاء النفس.. تعد من الأمور الشائعة بين المراهقين، ويكون ذلك نتيجة عدم تقديم أية رعاية أو مساعدة لهذه الفئة لمساعدتهم على تخطي الحالة.

·      تغير في عادات الأكل.. تؤثر اضطرابات الأكل على الإناث بشكل أكبر من الذكور، وتتفاوت من فقدان الشهية إلى الإصابة بالشره العصبي.

·      أعراض أخرى.. وتشمل عدم الاهتمام بالهوايات والنشاطات الترفيهية، وعدم الاهتمام بالأصدقاء، والشعور المستمر بالذنب، وانخفاض في التركيز.

4- الاكتئاب..الأكثر انتشاراً

·      فقدان الاهتمام بنشاطات وهوايات كانت تستمتع بالقيام بها من قبل.

·      تغير في بعض أنماط الحياة، مثل: الطاقة، والتركيز، والنوم.

·      الابتعاد عن العائلة والأصدقاء وأية نشاط يكون فيه تجمع.

·      الشعور المستمر بالحزن.

·      اليأس والتشاؤم المستمر.

·      تغيرات في الشهية والوزن بشكل غير مبرر.

5- أعراض اضطراب القلق العام

·      الشعور بضيق وقلق مستمر..التعب بسهولة.

·       قلة التركيز.. اضطرابات في النوم، مثل: عدم القدرة على النوم، أو النوم لفترات طويلة مع عدم الشعور بالراحة.

·      الخوف من الإحراج.. الإصابة بالغثيان عند التحدث مع الآخرين.

6- نصائح للتعامل مع المراهقة

·      اختيار الصحبة الصالحة.. مع شغل وقت فراغ المراهقة بالعديد من الأعمال المناسبة .. لعب الرياضة التي تفضلها المراهقة، فالصحبةالرياضية تعلم المراهقة عادات اجتماعية ترتكز على الهدوء الانفعالي ومراعاة الغير.

·       كوني صديقة لابنتكِ ووفري لها الأمان، لتحكي لك كل ما يحدث، ولتستمد نصيحتها منك في كل الأحوال وكل المشكلات. مع عدم التهاون معها وعدم التعامل بغلظة أيضاً، فالتوسط هو أساس التربية وهو المقياس الحقيقي لكسب ثقة المراهقة.

·      كوني صريحة دائماً في التعامل معها ولا تكذبي عليها، وخصوصاً في الإجابة عن الأسئلة حول التغيرات الجسمية والنفسية. حتى لا تبحث عن مصدر ثانٍ للإجابة، مع احترام خصوصيتها واحترام آرائها والأخذ بها إذا أمكن، وعدم الاعتراض عليها دائماً.