لا تفعل هذه الأمور وأنت «غاضب»!

هل تتذكر آخر مرة شعرتَ بالغضب بها، ماذا فعلتَ في تلكَ اللحظة، هل استسلمتَ للغضب وسمحتَ لهُ بالسيطرة عليك وشعرتَ بالندم بعدها، أم أنكَ سيطرتَ على نفسك وفرّغتَ غضبك بشيءٍ مريح لنفسيتك؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

في الحقيقة إنَ الغضب منَ المشاعر الطبيعية التي يتعرّض لها كل إنسانٍ منّا، وخاصةً في الوقت الراهن فكل شيء من حولنا يدعو للغضب سواءً الازدحام المروري أو مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالعنف والسلبية أو الضغوطات النفسية واليومية الناتجة عن العمل.

ومنَ الجدير بالذكر، أنه يُقصد بالغضب رد الفعل السلبي من الإنسان بعدَ تعرّضه لمواقفٍ أليمة ومزعجة، وللغضب أنواع متعددة ما بينَ {الغضب العدواني، غضب الانزعاج، نوبات الغضب المزاجية، الغضب المبرر} وكل نوعٍ منها لهُ أسبابه الخاصة في ما يتعلّق بالسيطرة على الآخرين أو التنمر أو الظلم أو الإحباط.

ونوّد الإشارة، أن كل إنسانٍ منّا لهُ طريقته الخاصة في التعامل معَ الغضب، فالبعض منهم يُحاول تهدئة نفسه وتحكيم العقل قبلَ قول أي شيء أو اتخاذ أي قرار، ويُحاول التنفيس عن غضبه في الشيء الذي يحبه مثل ممارسة الرياضة أو الخروج في الطبيعة، والبعض الآخر يقع ضحية لغضبه ويخسر الأشخاص من حوله بسبب عصبيته الزائدة وكلامه الجارح في لحظة غضب، بالرغم من أنَ الكلام في هذه اللحظات غير صادر منَ العقل إلّا أنهُ يُؤثر على الأطراف المُحيطين بالإنسان العصبي، ولذلك ما هيَ أبرز 8 أشياء لا يجب أن تفعلها وأنت غاضب؟

8 أشياء لا تفعلها وأنت غاضب

صديقي القارئ، إذا كنتَ إنسان عصبي ومحيطك مليء بالسلبية والإثارة التي تدفعك للتوتر والعصبية، نُقدّم لكَ في هذا المقال 8 أشياء لا تفعلها وأنت غاضب:

القيادة:

أغلب الأشخاص الغاضبين يُحاولون الهروب من محيطهم عن طريق قيادة الدراجة النارية أو السيارة إلى مكانٍ بعيد، تماماً مثل الأفلام التي تُصوّر لنا حالة الإثارة والغضب عندَ الشخص وتنفيسها بالقيادة المتهورة في الطرقات، ولكن تذكر أنها أفلام فقط!

فمن أبرز الأشياء التي عليكَ الابتعاد عنها وأنتَ غاضب هيَ تجنب القيادة قدر الإمكان، وإذا اضطررتَ للخروج استعن بصديقٍ لك أو أي شخص قريب منك من أجل القيادة وإيصالك للمكان الذي تُريده، لأنَ القيادة والغضب معاً يُشكّلان مزيجاً منَ التهور والسرعة والندم إن اصطدمتَ بأي إنسانٍ دون قصد أو سببتَ الضرر لنفسك، فالغضب لحظة ولكن الندم على هذه اللحظة سيُرافقك طوالَ العمر.

الانفصال:

توجد الكثير من حالات الانفصال التي نتجت عن لحظة غضب، بالرغم من أنَ الزوجين يحبون بعضهم ولديهم أطفال، ولكن هذه اللحظة التي غضبَ بها أحد الأطراف منهم وطلبَ الانفصال، قد يندم عليها طوالَ حياته.

فإذا كنتَ تُواجه أي مشكلة أنتَ وشريكتك أو زوجتك، حاول التروي قبلَ طلب الانفصال والتفكير بحل المشكلة عدّة مرات، لأنَ هذا الطلب مؤلم وصعب للغاية ولا يُمكن إعادة الحياة الزوجية والحب بينكما إن انجرحَ الشريك بهذا القرار الذي طلبتهُ منه.

النوم:

فئة كبيرة منَ الأفراد العصبيين يهربون إلى غرفتهم الخاصة ويلجؤون للنوم من أجل التنفيس عن غضبهم وعدم أذيّة الآخرين بأفعالهم الناتجة عن الغضب، ولكنكَ في هذه الحالة تُؤذي نفسك قبلَ أي شيء.

فالنوم وأنتَ غاضب سيُوّلد مشاعر سلبية داخلك، قد يُؤدي لرؤية كوابيس مخيفة في الحلم أو تعزيز الأفكار التشاؤمية داخل عقلك الباطن، وأثناءَ استيقاظك في الصباح ستشعر بأنكَ فاقد للشغف وتُعاني من إرهاق وصداع وتعب جسدي، لذلك احذر من هذه العادة السيئة.

تناول الأطعمة:

يا لها من عادةٍ سيئة للصحة النفسية والجسدية، والأغرب من ذلك أنَ عدّة أشخاص يعتمدون هذه الطريقة من أجل تهدئة أنفسهم، فأثناءَ الغضب الشديد يُحاولون شراء الوجبات السريعة وتناول المقرمشات والسكريات والأطعمة المشبّعة بالدهون وخاصةً خلالَ الليل مع استهلاك مشروبات غازية.

في الحقيقة إنها من أكثر الأشياء التي عليكَ تجنبها وأنتَ غاضب، لأنها تُسبب السمنة وتراكم الدهون في الجسم ومشاكل في المعدة وحالة نفسية سيئة.

التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي:

عادةً ما يلجأ المشاهير الذينَ لديهم أعداد كبيرة من المتابعين على اليوتيوب والفيس بوك والسناب شات في نشر ستوري خاصة بهم تُعبّر عن غضبهم وإثارتهم تجاهَ شخصٍ معين أو شيءٍ سبّبَ لهم الضغط والعصبية.

ولكن احذر من ذلك، لأنَ هذه اللحظة ستندم عليها وتتمنى لو أنكَ لم تلجأ لهذه الطريقة، لأنَ بعض المتابعين ينتظرون أي خطأ منك من أجل الإيقاع بكَ والحديث السلبي عنك، وقد تُشاهد بعض التعليقات المؤذية لنفسيتك والتي تزيد من حدّة غضبك.

اتخاذ قرار مصيري:

من منّا لا يُواجه مشاكل عديدة في العمل سواءً معَ المدير أو الزملاء، ولكن هل هذا الغضب يستدعي الاستقالة؟ بالتأكيد لا، فللأسف بعض الأشخاص يتخذون قرارات غير نابعة من عقلهم وناتجة عن لحظة غضب قد يندمون بها ويخسرون فرصة عملهم في شركةٍ مرموقة أو أي مؤسسة يعملون بها.

 لذلك احذر من هذا الفخ لأنَ البعض يُوقع بكَ ويعلم أنكَ تغضب بسرعة من أجل التأثير على نجاحك وعملك، فلا تتخذ أي قرارٍ مصيري يتعلّق بمجال عملك أو بحياتك بشكلٍ عام.

التحدث عن مشاعرك للآخرين:

بعض الأشخاص العصبيين يملكون قلب طيب وأبيض، ويُحاولون التنفيس عن غضبهم من خلال التكلم عن مشاكلهم وهمومهم لأي إنسانٍ غريب أو أي زميلٍ في العمل.

احذر من هذه العادة السيئة لأنَ لحظات غضبك وتكلمك عن حياتك لأي شخص قد يُوهمه بأنكَ إنسان سيء أو يُسيء فهمك أو يستخدم هذه المعلومات ضدك في المستقبل.

التفكير وتهويل الأمور:

قد تكون المشكلة بسيطة جداً ولا تحتاج للتفكير أبداً، ولكن يلجأ الشخص العصبي للانعزال معَ نفسه وهوَ غاضب والتفكير بأدّق تفاصيل المشكلة وتهويل كل تفصيلٍ صغير إلى حدثٍ كبير، ممّا يُؤثر على صحتّه النفسية ويجعلهُ أكثر حديّة وحزن.

لا داعي للصراخ أو البكاء أو كسر أشيائك الثمينة أو توبيخ الآخرين للتنفيس عن غضبك، لأنكَ الخاسر في جميع الأحوال إن لم تُهدئ نفسك، وكُلّما شعرتَ بالغضب الشديد حاول تخيل أشياء جميلة وإيجابية من خلال إغماض عينيك وترديد عبارات تُبسط المشكلة عليك.

بالإضافة لإيجاد طريقة من أجل التعبير عن نفسك وتنفيس غضبك من خلال الرياضة أو ممارسة هواية تحبها، الأهم من ذلك أن لا تكتم داخل قلبك وتلجأ للنوم، لأنَ لحظة غضب قد تُسبب لكَ شعور دائم بالندم.