زوجي ’بارد وغامض’.. افهمي الرجل قبل تشخيص العيوب!

هناك ثلاثة عيوب تذكرها المرأة في الرجل، العيب الأول أنه بارد غير متفاعل مع ما تطلبه أو تتحدث به، والثاني أنه غامض لا تستطيع أن تحدد رأيه أو تتعرف على تفاصيل حياته، والثالث أنه يضع الحواجز والمسافات في تعامله معها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 ففي أغلب الاستشارات التي تعرض علي أسمع من الزوجات تكرار مثل هذه الأوصاف والعيوب في الرجال، وبناء على هذه العيوب تبدأ الزوجة تتحدث أن زوجها لا يحبها ولا يرغب بها لأنه بارد غير متفاعل معها، أو لأنه يضع الحواجز في تعامله معها وهكذا.

أما العيب الأول وهو أن الرجل بارد وتفاعله قليل مع المرأة، فحتى نفهم هذه الصفة أكثر لابد أن نحلل شخصية الرجل، فأحد هذه الأسباب لأن المرأة عندما تتحدث فإن حديثها يتضمن أمرين: الأول المشاعر والعواطف والثاني المعلومات، وأغلب الرجال بعد الزواج يهتمون بالمعلومات أكثر من اهتمامهم بالعواطف، فلو تحدثت الزوجة عن مرض أمها واستمرت في وصف مشاعرها تجاهها كأن تقول: (أنا لا أعرف كيف أعيش بعد أمي، وأنا أحب أمي كثيرا، وأمي تبكي من الألم)، فإن مثل هذه العبارات لا يتفاعل الرجل معها كثيرا لأنها عبارات عاطفية، فيظل صامتا ساكتا وهو يستمع لزوجته ثم تتهمه بالبرود وعدم التفاعل، بينما لو تحدثت معه بمعلومة مثل أن تقول: (إن المستشفى الذي تعالج فيه أمي خدماته سيئة)، فإن زوجها يتفاعل معها ويقول (ولكن في مستشفى آخر أفضل منه، أو أنا أعرف الطبيب الفلاني سأكلمه ليهتم بأمك أكثر)، فنلاحظ أن الرجل تفاعل مع المعلومة بينما كان باردا ولم يتفاعل مع العبارات العاطفية، لأن أغلب الرجال منطقيين فيتفاعلون مع المعلومات، وهناك نسبة قليلة من الرجال عاطفيين يتفاعلون مع العواطف أكثر من المعلومة.

أما العيب الثاني الذي تصفه المرأة في الرجل وهو أنه غامض أو لا يشاركها في تفاصيل حياته، فإن أحد الأسباب أن المرأة أسرع من الرجل في اعطاء الأمان والثقة للآخرين، بينما الرجال بشكل عام يحتاجون لوقت طويل في التعامل مع الطرف الآخر سواء كان صديقا أو زوجة أو حتى شريكا في التجارة حتى يعطونه الأمان والثقة، فلهذا أغلب الرجال عندهم تحفظ ويضعون مسافة في التعامل مع الآخرين وخاصة في القضايا الشخصية مثل الأمور المالية أو الصحية أو العلاقات الاجتماعية والأسرية، وهناك سبب آخر وهو إن بعض الرجال يخشي لو تكلم في تفاصيل يومه أو حياته فإن المعلومات التي تستمع لها الزوجة قد تستخدمها في يوم من الأيام ضده، فلهذا كثير منهم يتحفظ ويفضل الصمت أو الحديث العام.

وأما العيب الثالث وهو وضع الرجل الحواجز والمسافات بينه وبين زوجته فهناك عدة احتمالات، الأول أن يكون قد جرب زوجته واختبرها بعدة مواقف فلم تكن محلا للثقة، أو الاحتمال الثاني أن زوجته تنقل كل أخباره ومعلوماته لصديقاتها أو أمها وهو يكره هذا السلوك، أو قد تكون زوجته من النوع الذي يتدخل في كل شيء وتسأل عن كل شيء وتشك في كل شيء فطبق المثل القائل (أبعد عن الشر وغنيلوا)، أو قد يكون الرجل نفسه انطوائي وليس اجتماعي فلهذا هو يضع الحواجز ليس مع زوجته فقط وإنما مع كل الناس.

والسؤال المهم هو كيف نتعامل مع هذه العيوب لو كانت موجودة في الرجل؟ والجواب بالنسبة للعيب الأول فإننا لا نعيب عليه عدم تفاعله مع الأمور العاطفية في الحديث لو كان هو منطقيا ونقدم له المعلومة المنطقية حتى يتفاعل معها، وأما العيب الثاني فنعطيه فرصة ليختبر مدى ثقتنا وكتمان السر عندنا حتى يطمئن وبعدها سيتحدث عن تفاصيل حياته وقد تستغرق هذه وقتا طويلا، وأما وضع الحواجز فلا بد أن نعرف السبب وحينها يمكننا علاجها وتفاديها، ولكن النقطة الأهم في الموضوع كله أن كل هذه العيوب التي تشتكي منها المرأة قد يكون سببها الرجل أو المرأة نفسها ويعتمد على التشخيص للحالة.

*د. جاسم المطوّع