عنف وجريمة ومخدرات.. المسلسلات والحرب الناعمة!

أثارت مسلسلات شهر رمضان انتقادات شديدة، بعض الانتقادات تناولت مضمون هذه المسلسلات وعابت عليها عرض الجوانب المظلمة في المجتمع العراقي.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 وبعض الانتقادات تساءلت عن سبب التركيز على العنف والجريمة والمخدرات، واستخدام مفردات وايحاءات تخدش الحياء وتخالف العرف الديني والاجتماعي العراقي وعلى تضمين بعض مشاهد غير لائقة وارتداء ازياء فاضحة غير ملائمة للعرض التلفزيوني ولاسيما في شهر مبارك.

ويتعجب الكثيرون من تجاهل الكتاب والمنتجين والمخرجين والممثلين للأمور الايجابية الموجودة على ارض الواقع والتركيز على السلبيات فقط، ويرى البعض ان السياق العام لمعظم المسلسلات العراقية لهذا العام يرسم صورة ذهنية سيئة عن العراق ويظهر المجتمع العراقي مجتمعا بعيدا عن الدين والعادات والتقاليد.

اثارت هذه الانتقادات موجة مضادة ترفض التدخل في المسلسلات باعتبارها اعمالاً فنية يختار موضوعاتها ويكتب سيناريوهاتها فنانون، ولايجوز مراقبتها خوفاً على الابداع الفني ومنع الحجر على حرية الفكر.

كما يرى اخرون ان هذه المسلسلات تعكس جزء من واقع نعيشه ولايجوز اغفاله لان التركيز عليه يجعل المجتمع أكثر فهماً في التعامل مع السلبيات التي يعرضها وان عرض الايجابيات فقط لا يفيد في تصحيح الاوضاع الخاطئة.

والحوار الدائر يتكرر كل عام في شهر رمضان، ولايتم حسم هذا الحوار لان كل طرف يتناول الامر بشكل احادي ويتجاهل الطرف الآخر.

واحد الاعتبارات المهمة له علاقة بانطباع سائد بان نسب مشاهدة العمل الدرامي ترتفع إذا تضمن على مشاهد العنف والجنس والكلمات النابية.

ومن خلال صناعة الاعلانات، تحسم مقاييس المكسب والخسارة بالنسبة للمنتجين واصحاب القنوات الفضائية ولا تترك لهم خيار، وترسخ في العقل ان العمل الدرامي لن ينجح إذا خلا من أحد انواع التوابل: العنف والجنس، والبعض يرى ان النجاح يكتمل لو جمع العمل الدرامي بين السوأتين.

وفي هذا النقاش الذي يبدو وكأنه صراع بين الخير والشر، يختفي اعتبار هام تتجاهله كل الاطراف المسؤولة عن الدراما في العراق وهو حق المشاهد في الاختيار وتمكينه من عدم مشاهدة المحتوى الذي يتضمن مشاهد عنف مفرط او جنس صريح او الفاظ نابية اذا كان هذا المحتوى يؤذي مشاعره.

*ميس الخفاجي