شهر التحرر من ’الكسل’: أغلقوا التلفاز ونظموا أوقاتكم في رمضان

هناك سؤال مهم يجب على كل أم وأب أن تطرحه على نفسها إلا وهو كيف ننظم أوقات أبنائنا في شهر رمضان؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن شهر رمضان قد جاء ليقوِّي إرادتنا، ويشد عزيمتنا، ويحررنا من الضعف والوهن، وينفض عنا الخمول والكسل، ومن الخطأ أن يظن البعض أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطِّل عن القيام بحق الشهر الكريم، من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات، فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء، وضعف في العطاء، وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام!

ولتنظيم حياة أبنائنا في رمضان ما بين العبادة والاستذكار، ننصح الأم بعمل التالي:

أن تكون للام جلسة مع أولادها في بداية شهر رمضان ويفضَّل أن يحضرها الوالد حَدِّثيهم عن فضل الشهر الكريم، وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل منهم أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله.

وضعي معهم نظاماً لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في شهر رمضان.

وكذلك حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتاً محددة في الجدول، مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن الكريم، والأذكار، والصلاة في المسجد، وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.. وهكذا، وفي نهاية كل يوم نُرِي كلاًّ منهم كم أخذ من الثواب اليوم.

وقولي لهم بأنك أنتِ أيضًا تريدين الاستفادة من هذا الشهر العظيم، لذلك مطلوب منهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب شهر رمضان أنت أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها وأهمها تنظيف غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

وإذا كانوا صغاراً لا تنسي أن تشركيهم معك في العبادات ليعتادوا عليها، مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القرآن، واما إذا كانوا كبارًا حاولي تعويدهم في الذهاب مع والدهم الى المسجد للصلاة والعبادة وحضور مجالس الذكر والدعاء.

وأشركي والدهم معك في ذلك، واجعلي له مسئوليات محدَّدة مثل متابعتهم دراسياً، ومساعداتهم في استذكار دروسهم.

 إن التلفاز في شهر رمضان من أكثر الأشياء التي تضيع وقت الأولاد والأسرة كلها، لذلك مهم جدًاً تحديد واختيار برامج مناسبة لهم يتابعها الأطفال، وفيما عدا ذلك يغلق التلفزيون، وارفعي في بيتك شعار "شهر رمضان شهر العبادة"، ونظمي لأولادك مواعيد نومهم حسب مواعيد مدارسهم وطاقتهم، ويفضَّل أن يكون النوم قبل الإفطار، وحددي لهم أوقات استذكارهم بعد صلاة الفجر وبعد صلوات الاخرى، ولا تتركي الأمر عشوائياً.

أخبري أولادك أن الصيام لا يعطِّل مسيرة الحياة، وإنما يدفعها نحو الإتقان والتحسين ومراقبة الله! وليس هناك فصل بين العبادة وطلب العلم، وأخبريهم أن طلب العلم فريضة كما قال النبي (ص): "اطلب العلم من المهد الى اللحد"، وعرفيهم أيضًا أننا أُمَّة العلم، وأن أول كلمة نزلت في كتاب الله تعالى "اقرأ"، وأن الإسلام يعدّ طلب العلم عبادة من أعظم العبادات، وقُربة من أعظم القربات.

وهناك بعض العادات الغذائية الصحيحة التي يمكن أن تتبعها مع أبنائك خلال شهر رمضان؛ ليزداد تركيزهم ودرجة استيعابهم للمقررات الدراسية، ومنها:

- تناول الفول والفلافل مع إضافة عصير الليمون الذي يساعد على امتصاص الحديد الموجود في البقول، ويكون ذلك مع الخبز والخضراوات.

- وتناول البازلاء الخضراء مع كوب من عصير البرتقال أو الليمون؛ ليساعد على امتصاص كمية الحديد الموجودة في البازلاء.

وإضافة البصل وقطع من الثوم وعصير الليمون والخل على طبق السلطة.

- والامتناع عن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة أو معه، لأن ذلك يؤدي إلى عدم امتصاص الحديد الموجود بالطعام، فيصاب الأبناء بالأنيميا وفقر الدم.

- وتجنُّب إضافة الشطة أو تناول المخللات بكثرة، لأنها تلهب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي، فتزيد من إفراز الأحماض به، وتؤدي إلى حدوث قرح المعدة بعد الأكل.

- والابتعاد عن شرب المياه الغازية أثناء تناول الطعام، لأنها تؤدي إلى عسر الهضم لتفاعل كربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية مع حمض الهيدروكلوريك الموجود في المعدة.

* مركز الكفيل الأسري