تدهور الصحة بـ ’كثرة الشكوى’: إليك 6 خطوات للتخلص من السلبية

كثرة الشكوى...

 قال الله تعالى: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ".

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

في وقفة تمعن للآية 86 من سورة يوسف، تتضح معالم النص الشريف ومعانيه الدقيقة في قول نبي الله يعقوب(ع) انه لا يظهر همِّه وحزنه إلا لله وحده، فهو كاشف الضرِّ والبلاء، وأنه يعلم من رحمة الله وفرجه ما لا يعلمون.

هنا ومن هذه المقدمة القرآنية المباركة نسبر أغوار موضوع الشكوى التي يمارسها مجموعة كبيرة من الناس حتى تصبح لديهم عادة وسلوك يظهر في فلتات أحاديثهم وتقطيب جبينهم وافتقار أفكارهم وأذهانهم لكل شيء إيجابي وتركيزهم حول نصف الكوب الفارغ فقط.

مما ينسحب هذا التفكير وإعلان الشكوى والتذمر المستمر إلى تدهور صحة هؤلاء وتبدأ الإمراض تهاجمهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، حيث يفرز الجسم هرمون "كورتيزول" الذي يسبب الخمول والضعف، وقد يتسبب مع مرور الوقت إلى إصابة الشخص بالأمراض المزمنة مثل الجلطات والسكر والقلب، ناهيك عن استنزاف طاقاتهم الإيجابية ونفاذ معنوياتهم في تقبل تحديات الحياة بمختلف صراعاتها.

إضافة إلى انهم وبعد العيش في ربوع منطقة الشكوى المستمرة فإنهم سوف يستقطبون ما يركزون عليه من خوف وشكوى حتى يجذبوه إليهم ليصبح فيما بعد واقع معاش للأسف، قال الإمام علي (ع): "كل متوقع آت".

وهكذا دواليك تصبح منظومة حياة أولئك النفر تدور وتسبح في عتمات الفكر المتشائم والنفس السلبية المنسحبة عن كل جمال وإيجابية.

وتعد عادة الشكوى آفة سيئة لمن يقع في أسرها لأنها تسلب الاستمتاع بالحياة وتجعل المرء في حالة نفور دائم منها متذمرا قلقا كئيبا ذو نظرة تشاؤمية بالمطلق، غير راضيا على ما لديه، جاحدا وناكرا لنعم الله عليه التي لا يبصرها ولا يلتفت إليها تحت ظل تلك النظرة السوداوية.

  وهنالك بعض التوصيات أو النصائح المهمة التي تفيد من وقع في أسر التشاؤم المقيت في التخلص من جذورها ومنها:

1-عدم التحدث بكثرة عن الأشياء التي لا مجال لتغييرها

وهي أهم خطوة تساعد في التخلص من الشكوى، حيث هناك بعض الأمور التي لن يكون في مقدور الشخص تغييرها أو السيطرة عليها مهما حاول، فمثلا لا يمكن تغيير الطقس أو تغيير المدير الخاص في العمل وغيره مما يشابهه والنصيحة تقول: لا تدع نفسك تشعر بالاكتئاب بسبب شيء لا يمكن تغييره أو السيطرة عليه.

2- تفكر في نعم الله

ينصح أيضا العمل بهذه الخطوة والتمعن في نعم الله تعالى فنحن دائما ننظر إلى ما ينقصنا ولا ننظر إلى ما نملكه بأيدينا مما يجعلنا نشعر بعدم الرضا عن حياتنا وعما نملك، لذا فان استشعار أنعم الله علينا والنظر لمن هم أقل منا حظا سيؤدي إلى الرضا والقناعة والشكر وترك الشكوى.

3- كن إيجابيا

خطوة أخرى من خطوات ترك الشكوى ولو إنها من الصعوبة إتقانها من قبل الشخص المتشائم عبر التحول إلى إنسان إيجابي، ولكن محاولة القيام بعمل إيجابي سوف يدفعه نحو الإحساس بالرضا واستحصال الاستقرار النفسي وترك الشكوى.

4- تعلم أن تتكيف مع المتغيرات

ثم على الإنسان بعد كل ذلك تعلم التكيف مع المتغيرات الحياتية المستمرة، ومحاولة أن يكون مرنا ومتكيفا مع المتغيرات الحياتية التي تطرأ على حياته.

5- المباشرة في فك الاختلاف مع أصحابها

عندما نتعرض للاختلاف مع الآخرين فيرجى ترك عادة الشكوى إلى الآخرين، فاذا كانت المشكلة مع زميل في العمل، فالأجدر الذهاب إليه شخصيا والتحدث مباشرة والتفاهم بأريحية واحترام، دون اللجوء إلى طرف ثالث إلا حين الاضطرار.

6- ابدأ بنفسك

محاولة الكف عن الشكوى للآخرين، كما أنك لا ترغب في سماع شكوى الآخرين المستمرة، وينصح أيضا بتحجيم العلاقة مع الناس السلبيين قدر الإمكان لأنهم مصاصي طاقة، فالحذر من الإفراط بصحبتهم، مع محاولة نصحهم وحثهم على ترك الشكوى والنظر بسلبية مجردة لكل ما يدور في حياتهم.

إن ترك الشكوى حالة سليمة صحية تؤدي إلى إنعاش الإنسان بالأفكار البناءة ووضعه على الخط الصحيح ليكون أنسانا نافعا ينتفع منه في كل مجالات الحياة، وان التمرد على هذه الحقيقة والإصرار على العيش في منطقة الشكوى المستمرة كفيلة بتهديم كيان الإنسان وتحطيم كل أهدافه وضياع سلامه الداخلي.

ختاماً: نحث على ترك هذه السجية أو العادة الذميمة والاندماج مع المجتمع بالشكل الذي يحقق كل نجاح ونماء ومن الله الاستعانة والتوفيق.

* منتهى محسن