تراقب وتشك ولا تهتم بمظهرها: تصرفات تزعج الزوج!

حنان الحديد:

يعتبر الزواج مؤسسة مجتمعية مصغّرة يربطها عقد مقدّس، ينتج عنها بذور تزرع في المجتمع لتُغذيه وتُسهم في تنميته وتطويره، وحتى يستقيم هذا الزواج ويحقق الغاية منه لا بد لكلا الطرفين أن يعي حقوقه وواجباته، وأن يدرك أن الزواج مبعث للراحة والاستقرار، وأنه علاقة تكاملية لا مكان للأنانيّة فيها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إن فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

 إلا أنه وكنتيجة طبيعية للاختلافات بين الرجل والمرأة، تنشأ الخلافات بينهما، والتي قد تصل إلى طريق لا تُحمد عقباه، إذا ما استمر كل طرف في الإصرار على موقفه، دون محاولة تفهم لوجهة نظر الآخر، أو تجنب التصرفات التي تزعج شريكه، وفي هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل أكثر التصرفات التي تزعج الرجل من شريكة حياته.

عدم اهتمام المرأة بمظهرها

يعتبر إهمال المرأة لمظهرها من أشد الأمور إزعاجًا للرجل، فهو يرغب في أن يرى زوجته مرتبة، ونظيفة، وتتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، حيث ينعكس هذا الأمر إيجابًا على علاقتها بنفسها أولًا، ثم بزوجها وأطفالها، كما يعتبر تزيّن المرأة لزوجها من وسائل التعبير عن الاهتمام بالزوج ومعاونته في عفّ نفسه عن الحرام، والذي هو من أهم مقاصد الزواج.

 وهذا لا يتعارض أبدًا مع مفهوم أن على الرجل مسؤولية غض البصر والاكتفاء بزوجته التي اختارها عن قناعة، ومما لا شك فيه أن الجمال أمر نسبي، وهنا نحن لا نقول إن على المرأة أن تكون ذات جمال فائق، حتى تكون مرغوبة، وإنما عليها أن تعتني بمظهرها كما يحب زوجها أن يراها.

على المرأة الذكية أن تهتم بنفسها ابتغاء مرضاة الله عز وجل، واتباعًا للسنة النبوية الشريفة حيث سُئِلَ الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم عَنْ خَيْرِ النِّسَاءِ قَالَ: "ما استفاد امرأ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"، فتكسب بذلك الأجر من الله في الآخرة، والسعادة الزوجية في الدنيا.

 عدم احترامه أمام عائلته وأصدقائه

لا بد لقيام أي علاقة واستمرارها من وجود الاحترام المتبادل بين الطرفين، فكيف إذا كانت العلاقة أسمى من كل العلاقات الإنسانية، ألا وهي العلاقة الزوجية، فالاحترام من أهم الاحتياجات النفسية للمرء، كما أن الحب والكلام الحلو من أهم احتياجات العلاقة (relationship needs) بالنسبة للمرأة، فإن الاحترام والشعور بالتقدير يعتبران من أولويات الرجل في العلاقة.

وعلى الزوجة أن تحرص على احترام زوجها دائمًا، وأن تشعره بأنه محط تقدير بالنسبة لها، وخصوصًا أمام العائلة والأصدقاء، فلا ينبغي لها التطاول عليه بفحش الكلام ولو عن طريق الفكاهة، فهذا الأمر يولّد في نفس الرجل الشعور بالنقص وربما انقلب الأمر إلى تصرفات عدائية لرد اعتباره أمامهم.

ومن الجدير بالذكر، أن احترام الآخرين يعكس احترام الشخص لذاته، وحسن أخلاقه، وتربيته، ولا بد للمرأة من إظهار احترامها لزوجها في حضوره وغيابه، وزرع محبته واحترامه في نفوس أبنائهم، كما يجب عليها عدم السماح لأي شخص من الانتقاص منه أو التكلم عنه بسوء.

مراقبة الرجل والشك فيه

 تعتبر المرأة الغيرة نوعًا من الحب، ولا شك في أنها كذلك إن كانت ضمن الحد المعقول، أما تلك التي تصل إلى حد الشك، وانعدام الثقة في الشريك فإنها تفتك بالحياة الزوجية، وتجعل من الاستمرار بها أمرًا لا يطاق، حيث تُعتبر الثقة من أهم الركائز في العلاقات، فإن انهدمت فقدت العلاقة كينونتها.

 كما أن ملاحقة الرجل والشك في تصرفاته أمر يزعج الرجل كثيرًا ويجرح مشاعره، فلا أحد يرغب في أن يشعر بأنه مٌكذّب، أو موضع اتهام بشكل دائم، كما أن انشغال الزوجة بملاحقة زوجها تصرفها عن الاهتمام بشؤونها، وشؤون منزلها، وأطفالها، ينعكس سلبًا على الحياة الأسرية ككل، وعلى صحة الأطفال النفسية، عوضًا عن استثمار الوقت والعقل في مراقبة الرجل ومطاردته فإنه حريّ بالمرأة أن توجّه هذه الجهود للمحافظة على أسرتها وعلاقتها بزوجها، وإشغال وقتها بما هو مفيد لدينها ودنياها، وإصلاح الأخطاء التي سببت شرخًا في علاقتهما الزوجية، كما أن الحوار البنَاء، ومحاولة احتواء الزوج ومعرفة ما يسبب له الانزعاج من زوجته أمر في غاية الأهمية أيضًا.

 عدم إعطائه مساحة من الحرية

لا شك من أن قضاء وقت ممتع بصحبة الزوج أمر جميل وتتمناه الكثير من الزوجات، خصوصًا مع كثرة مشاغل الحياة وهمومها، ولكن الإصرار على تقييد حرية الزوج بجعله يقضي جلّ وقته معها أمر منفر ويشعر الزوج بالانزعاج.

 فالزواج علاقة تكامل لا انصهار، فلكلٍ حياته واهتماماته وهواياته، ولا ضرر في مشاركة الأزواج اهتمامات وهوايات بعضهم بعضًا، وقضاء وقت ممتع معًا، فهذا أمر مستحب وله آثاره التي لا يمكن نكرانها على صحة العلاقة الزوجية ونفسية الأطفال أيضًا، إلا أن المقصد ألا تأسر الزوجة حرية زوجها بحيث تمنعه من الخروج مع أصدقائه، وممارسة هواياته، من المستحب أن تغتنم المرأة فرصة انشغال زوجها، لفعل كل ما ترغب بفعله لوحدها: كالعناية ببشرتها وجمالها، أو قراءة كتاب، أو التحدث إلى صديقة، وغيرها من وسائل الترفيه عن النفس، عوضًا عن قضاء وقتها بالنحيب على غيابه والتذمر منه، كما أن عليها أن تستمع بوقتها ريثما يعود.

تقديم النصح الزائد عن الحد

تفترض المرأة بطبيعتها الفطرية أن الرجال كالنساء، يتشابهون في التصرفات ودوافعها، ولهم الاحتياجات ذاتها، لذلك فهي تسارع بتقديم يد العون للرجل دومًا، وتقدم له النصح دائمًا بمناسبة وبدون مناسبة بدافع الحب والاهتمام، إلا أن الرجل يفسر هذا الأمر بشكل مغاير؛ فتصرفاتها هذه تشعره بأنها لا تثق به وبقدراته، ويرى أنها انتقادية، لا يعجبها تصرفاته وسلوكياته، لذلك على المرأة أن تتوقف عن تقديم النصح والإرشاد لزوجها وأن تستمع بالرحلة وتدع القيادة للقائد كما يقال، وهذا بالطبع لا يتنافى مع ضرورة مساندة الزوجة لزوجها وتقديم العون والنصح له حالما يطلبه، وأن يستشير الرجل زوجته ولا يغيّب دورها ويتجاهله، على المرأة أن تحسن تفسير الأمور، وتدرك متى عليها مد يد العون والنصح لزوجها، ومتى يجب أن تترك له زمام الأمور وهي على ثقة بأنه سيحسن التصرف. كثرة لوم الرجل وعتابه

يقال "العتب على قد المحبة" وهو مثل شعبي شائع، إلا أنه لا ينطبق على العلاقات الزوجية، فبعض التغاضي عن أخطاء الشريك أمر في غاية الذكاء والحكمة، فليس كل تصرف يستحق الوقوف عليه، وتحليله، وقضاء الساعات الطوال في فض النزاع الناجم عنه، إذ إن كثرة العتاب واللوم أمر يبغضه الرجل كثيرًا، ويؤثر على العلاقة الزوجية سلبًا، وعلى نفسية الأزواج والأبناء على حد سواء، تصيّد الأخطاء، وأخذ كل الأمور على محمل الجد، واعتبارها إساءة شخصية أمر مقيت يجعل العلاقة مُنفرة، فلا بد للمرأة من التحلي بالصبر والتمتع بالحكمة لتتغاضى عن سفاسف الأمور، واختيار الوقت المناسب لمعاتبة الزوج، وهذا لا يعني أن تتهاون في الأمور العظيمة التي لا تستقيم الحياة الزوجية بوجودها ولا أن يعطى الزوج الحق في إهانتها والانتقاص من قدرها.

 إفشاء أسرار المنزل

يعتبر إفشاء الأسرار العدو الأول للحياة الزوجية، فلكل بيت حرمة، ولكل أسرة أسرارها، فخلف الأبواب المؤصدة الكثير من الحكايات، والأفراح، والأتراح، وليس من المعقول أن يفقد الملاذ الآمن المنزل قدسيته بسبب ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تفشي النساء أسرار البيت بقصد التفريغ عن النفس من خلال الفضفضة، وعلى الرغم من الراحة الآنية التي تشعر بها لحظتها، إلا أن هذه الراحة سرعان ما تزول ويساورها القلق من أن تنتشر أسرار بيتها، فليس كل قريب يحرص على منفعة، فربما حرضتها إحداهن بما يودي بحياتها الزوجية إلى الهاوية، كما أن إفشاء الأسرار ينزع الثقة، ويولد النفور، ويستوجب لإفشاء الأسرار غضب الله تعالى.

على الزوجة الحذر من جعل حياتها الزوجية كتابًا مفتوحًا يقرأه العامة، ويخطون فيه ما يشاؤون، إذ إن حياتها لها وحدها، وهي الأقدر على حل المشكلات التي تواجهها، وإن كان لا بد من الاستشارة فتكون لأهل العلم والاختصاص.

 عدم تقديم الدعم العاطفي

للمنزل قدسية خاصة، فهو مملكة الإنسان التي يأوي إليها في نهاية يومه، ليلقي عن كاهله كل الضغوطات والمتاعب الخارجية، فيا لروعة أن يجد الإنسان من ينتظره بحب واهتمام، يخفف عنه متاعب يومه، ويسانده في همومه، فالرجل في نهاية المطاف إنسان له احتياجاته العاطفية التي قلّما يعبر عنها، ولكن الزوجة اللماحة تدرك متى يكون الزوج بحاجة لها، ومتى تنسحب بهدوء لتترك له حرية التعبير عن مشاعره، والتفكير في مشاكله.

 إن صعوبة الرجل في التعبير عن عواطفه لا تعني أنه غير عاطفي، لذلك على المرأة أن تغمر زوجها بمختلف مشاعر الحب، والاهتمام، والتقدير، وأن تتمتع وإياه في الحب الحلال الذي ساقه الله إليهما.

 الإدمان على أشياء تلهي عن الزواج

يُعدّ الإدمان على بعض العادات من أساسيات فشل العلاقة الزوجية، مثل التعلّق بمواقع التواصل الاجتماعي، أو ممارسة بعض العادات السيئة، فكلا الطرفين في العلاقة الزوجية بحاجة للشعور بوجود شريكه بجانبه، وعدم انشغاله بأمور أخرى، لذا يجدر بالزوجة مراعاة هذه النقطة، وتقسيم وقتها بما يُلبّي حاجات زوجها، دون المساس بما تُحبه وتُفضّله من رغبات، فالسعادة الزوجية لا تتحقق إلّا بمنح كل طرف من الأطراف الوقت الكافي للطرف الآخر.

عدم التواصل بطريقة جيدة

يجدر بالزوجة معرفة نقطة مهمة، ألا وهي أنّ الزوج لا يتنبأ بما تُريده الزوجة، أو تفضله، أو ترغب به، لذا يُفضّل عادةً مبادرة الزوجة للتواصل مع زوجها بطريقة جيدة بعيدًا عن التلميحات، أو الرغبة في قراءة الأفكار، فمن أساسيات العلاقة الناجحة إبداء كل طرف ما يُريده من الطرف الآخر، فلا بأس بأن تُصرّح الزوجة بما تريده من زوجها بطريقة مباشرة، لِتشعر بالراحة، وفي المقابل يتمكّن الزوج من تلبية رغبات زوجته دون الشعور بالضيق.

 معاملة الزوج كأنه عدو

تتصرّف الزوجات في بعض الأحيان بسوء مع الزوج عند شعورها بالغضب، وهذا يؤثر سلبًا على تعامل الزوج معها، خاصةً في حال التكرر الدائم لمثل هذه المواقف، وهذه من أكثر التصرفات التي تُزعج الزوج، وتتسبب في الطلاق في أغلب الحالات، ويجدر بالزوجة في حالة غضبها محاولة إيجاد طرق تُهدّئ من غضبها بعيدًا عن علاقتها الزوجية، إذ تُلقّي الزوجة بجلّ غضبها على زوجها، رغم أنّه لا علاقة له بأسباب غضبها.

 الجدل فيما يتعلق بالمال

يُعدّ الاختلاف في الأمور المالية بين الزوجين من أكثر الأمور التي تُنبئ بحدوث الطلاق، إذ أنّ إخفاء أحد الزوجين الإنفاق المالي عن الآخر يتسبب بتولّد مشاعر سلبية وسيئة، لذا لا بدّ من الزوجين الاتفاق بهدوء حول الانفاق، لئلّا يشعر أحد الطرفين بأنّ الطرف الآخر يخونه، ويُخفي عنه بعض الأمور المهمة في حياتهما، ويجدر بالذكر أنّ ذلك لا يعني الاطلّاع على التفاصيل المالية البسيطة، فلا بدّ من وجود بعض المساحة الخاصة لكلا الطرفين لِشراء ما يحتاجه، إلّا أنّ الأمر المقلق إنفاق مبالغ كبيرة تؤثر على الوضع المالي للعائلة.

السماح للآخرين بالتدخل في العلاقة

يجب على الزوجة الحرص على خصوصية العلاقة الزوجية، وعدم السماح لأي شخصٍ كان حتى على مستوى الأخوات والأصدقاء بالتدخل في حال وجود اختلافات بين الزوجين، فالعلاقة الزوجية علاقة مقدسة لا تحتمل تدخّل الآخرين، إذ إن كلا الزوجين قادران على تجاوز مشاكلهما بمفردهما، بعيدًا عن التدخلات التي لا داعي لها، إذ يجدر بالزوجة مراعاة ما يرغب به الزوج، وعدم النقاش في المشاكل أمام الأطفال.

 نسيان الأشياء المهمة

يُعدّ نسيان بعض الأمور المهمة المتعلقة بالحياة الزوجية بسبب الانغماس والازدحام في المهام اليومية من الأمور التي تُزعج الزوج، فلا يجدر بالزوجة تجاهل هذه الأمور فهي الأساس في نجاح أي علاقة زوجية، إذ تُعدّ بعض المهام اليومية الخاصة بالزوجة تجاه الزوج من الأمور المهمة لدى الزوج، ويشعر بالانزعاج في حال نسيان الزوجة لها.