ضرب الطفل على الوجه يتسبب بمشاكل صحية.. تعرّف عليها!

أضرار ضرب الطفل على الوجه

نور عساف:

التعنيف الجسدي للأطفال يعد تأديب الطفل أحد الأمور الضرورية لإكمال عملية التربية بنظر الكثيرين، لكن البعض يلجأون إلى العقوبة الجسدية المؤذية، وهذا الأمر أصبح ممنوعًا في الكثير من البلدان بسبب الآثار السلبية الذي يلحقها ذلك بصحة الطفل النفسية والبدنية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

كما أن الأطفال عادةً لا يدركون الفرق بين الاعتداء الجسدي غير المقبول الذي يُعاقبون عليه، مثل الضرب واللطم الشديد، وبين الاعتداء الجسدي الذي يتلقونه كعقوبة عادية، لذا ليس من الغريب أن تولد العقوبة الجسدية العدوان لدى الاطفال، كما يؤثر ذلك على تصرفاتهم مع أطفالهم وعائلاتهم أيضًا في المستقبل، بالإضافة إلى العديد من الأضرار الجسدية التي تنجم عنها والتي سنناقشها لاحقًا في هذا المقال.

ما هي الآثار الصحية والنفسية لضرب الطفل على وجهه؟

يمر الطفل في كل مرحلة من مراحل النمو بمراحل تعليمية مختلفة تمكنه من الاطلاع على معلومات جديدة عن نفسه والعالم من حوله، ومع ازدياد مستوى العدوانية والعنف والسلوك التخريبي في الرسوم الكرتونية للأطفال، فإن من غير المفاجئ مشاهدة تصرفات غير لائقة منهم وجعل مهمة تربيتهم أكثر صعوبة، لذا يلجأ الكثير من الآباء إلى استخدام القوة الجسدية بقصد التسبب في إصابة الطفل بالألم لكن ليس الضرر الشديد، وإنما لغرض تصحيح سلوك الطفل أو التحكم فيه فقط، لكن قد تصبح العقوبات أكثر شدة مع تقدم الطفل في السن أو زيادة الضغط على الوالد، والمخيف بالأمر هو إشارة الأبحاث إلى تأثير العقوبات الجسدية طويلة الأمد على الأطفال، خاصة تلك الناجمة عن صفع الطفل على وجهه، وهنالك بالطبع إمكانية أن يؤدي التعنيف الجسدي والضرب على الوجه إلى عاهات بدنية ونفسية للطفل على المدى الطويل.

ومن ناحية أخرى يؤدي التعرض للعقوبات إلى الشعور بمستويات عالية من القلق لدى الأطفال، كما يميل الأطفال إلى الهجوم على الأشقاء كرد فعل لما شهدوه أو اختبروه بأنفسهم من الألم والأسى، وكثيرًا ما يميل الطفل الذي يعاقب إلى الشعور بالذنب أو العار أثناء الحادث، وقد يتسبب صفع الطفل على وجهه في إلحاق ضرر دائم بتقديره لذاته، خاصةً إذا شاهده أفراد العائلة أو الأصدقاء الآخرون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعرض الأطفال للإذلال بسهولة شديدة ويمكن أن يتحول ذاك الفعل البسيط بسرعة كبيرة إلى حدث مرعب قد يستغرق سنوات من الاستشارات النفسية لتصحيحه، كما أن الضرب لا يساعد الأطفال في تعديل سلوكياتهم لأن الغايات لا تبرر الوسيلة، وإنما يتسبب ذلك بحدوث تأثير متصاعد على سلامته العاطفية والجسدية ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من الصعوبات في البيئات الاجتماعية مستقبلًا.

إحذر من ضرب طفلك على تلك المناطق من جسمه

يتسبب العنف الجسدي في ظهور العديد من الآثار البدنية على جسد الطفل، ويتوجب الحذر من الضرب على بعض الاماكن تحديدًا، خاصةً منطقة الرأس، إذ يمكن أن يؤدي الضرب على الرأس إلى حدوث إصابة في الرأس أو الرقبة نتيجة الاهتزاز الشديد أو ضرب الطفل بشيء قوي، وقد تتسبب هذه الإصابات بتلف دائم في الدماغ أو الوفاة، ويمكن أن يتعرض الأطفال إلى ما يعرف بمتلازمة هز الرضيع، وهي حالة تحدث لدى الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنتين نتيجة سوء المعاملة من خلال استخدام القوة لهز الطفل، أو رمي الطفل أو إسقاطه عن قصد، أو عندما يضرب رأس الطفل أو رقبته بشيء صلب، مثل الأرض أو الأثاث، مما يؤدي إلى الإصابة البدنية نظرًا إلى أن الرضع يعانون من ضعف في قوة الرقبة ورؤوسهم كبيرة مقارنة بحجم أجسامهم وهو ما يتيح للرأس التحرك كثيرًا عند الاهتزاز، وبالتالي تحرك دماغ الطفل داخل الجمجمة، وهو ما قد يتسبب بتمزق الأوعية الدموية والأعصاب داخل الدماغ مُحدثًا نزيفًا وتلفًا في الأعصاب، ويمكن أن يؤدي تورم الدماغ إلى زيادة الضغط في الجمجمة وبالتالي صعوبة وصول الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ.

 ومن ناحية أخرى، تتفاوت أوقات ظهور الآثار الجسدية طويلة المدى على أجساد الأطفال، فمنها ما يظهر على الفور ومنها ما يستغرق اكتشافه شهورًا أو سنوات، وقد ربط الباحثون بين الضرب على الرأس أو الظهر أو البطن أو الأذن أو الصدر وبين حصول زيادة في خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، والتي منها:

- التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو انتفاخ الرئة، أو الانسداد المزمن، وغيرها من أمراض الرئة.

- مرض السكري.

- سوء التغذية.

- مشاكل في الرؤية.

- نوبة قلبية.

- التهاب المفاصل.

- مشاكل في الظهر.

- ارتفاع ضغط الدم.

- تلف في الدماغ.

- الصداع النصفي.

- السكتة الدماغية.

- أمراض الأمعاء.

- متلازمة التعب المزمن.

- السرطان.