’مصروف البيت’ يفجّر المشاكل بين الزوجين.. ما الحل؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت ديمة رواشدة:

ما أسباب المشاكل المالية بين الزوجين؟

إذا كنت من الرّجال المتزوجين، من المؤكّد أنّكَ تعاني من وجود بعض المشكلات بينك وبين شريكة حياتك بسبب المال والمصروفات وغيرها، والمُتعلقة في الاختلاف على كيفية الإنفاق والادّخار مثلًا.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وفيما يلي وضعنا لك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى المشكلات الزوجية بسبب المال:

عدم استيعاب الأزواج لبعضهم البعض: من المفترض أن تكون زوجتك على اطّلاع على وضعك المادي قبل الزواج، وما هي أولويّاتكَ في الإنفاق والادّخار، لكن بعض الزوجات تعتقد أنّ الموضوع كان مؤقتًا، وبعضهنّ تتصرف وكأنّها لا تعلم شيئًا عن وضعك وطريقة ادّخارك وإنفاقك في الحياة.

عدم تطابق الأولويات المالية: من الواجب عليك تحديد الأوليات المالية والأهداف الرئيسية قبل الزواج، واسعَ دائمًا لأن تكونا متطابقين في الهدف المرصود للإنفاق، وإلا فإنّكما ستقعان في الخلافات باستمرار.

 وجود بطاقة الائتمان في يد الزوجة: تُسرف بعض النساء في استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بزوجها، فتلجأ لأخذ القروض، والمبالغ الطائلة دون علم زوجها في الأمر، وهذا يعد من أهم أسباب الخلافات الماليّة بين الزّوجين.

الإفراط في وضع الميزانية: قد تشعر بالملاءة الماليّة أنت وزوجتك عند دمج مدخراتكما مع بعضها البعض، لينتج لديكما زيادة في وضع الميزانية للإنفاق على العديد من الحاجيات، وهذا يُمكن أن يولّد ضغطًا كبيرًا، وبالتالي سيؤثر على العلاقة الزوجية تحت سقف البيت الواحد.

عدم القدرة على التنازل عن الإنفاق: إنّ قدرة الطرفين في السيطرة على الإنفاق أمرًا ضروريًا، وذلك ليحظى كلاكما بالزواج السليم الصحيح، فعلى سبيل المثال، تُبالغ الزوجة في الذهاب إلى المطاعم والخروج بكثرة، ودخل الزوج لا يكفي لمثل هذه الأمور، وعندها سيتولّد في هذه الحالة خلافات بسبب المال، ولهذا السبب، من الضروري مراعاة الزوجة لوضع زوجها المادّي، وقدرته الماليّة.

كيف تتغلب على المشاكل المالية في حياتك الزوجية؟

بعد التعرّف على الأسباب التي تؤدي إلى وقوع المشكلات المالية بين الزوجين، يأتي دور التعرّف على أهم الطُرق التي تُساعدك في حل هذه المُشكلات، ومن أبرزها الآتي:

افهم قِيم زوجتك: من الضروري جدًا أن يفهم كلا الزوجين قيم بعضهما البعض الخاصّة بالمال، فعلى سبيل المثال، قد تكون مُتعودًا على الادّخار، أمّا زوجتكَ فلا، وهنا بالتأكيد ستنشب المشكلات، لذا حاول دائمًا فهم قيم زوجتك، وأولويّاتها في الإنفاق أو الادّخار، ومن ثمّ التّفاهم معها بالاعتماد على فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأموال.

تخطَّ اللوم دائمًا: يُخطئ بعض الأزواج في البدء بإيقاع اللّوم على بعضهما البعض عند حدوث خلل في الميزانية، أو الوقوع في مشكلة مالية كبيرة، حاولا دائمًا العمل على تخطي المشكلة معًا، ولا تنسَ أنّ الضغط المالي قد يؤدي إلى الكثير من الاضطرابات النفسيّة مثل القلق والتوتر اللذان يخلقان المشكلات لا محالة.

ابدأ بالحل مُبكرًا: حاول دائمًا الاتفاق مع زوجتك على النفقات المالية والميزانية التي تقدران عليها قبل الزواج، لأنّ الزواج طويل الأمد، ولا يجوز بدء الخلافات المالية من الأشهر الأولى، وحاولا تجنّب المشكلة المالية قبل الوصول إليها من خلال التفكير السليم والاتّفاق النابع عن تخطيط مالي مُسبق.

تواصل مع زوجتك: تواصل مع زوجتك دائمًا، واخلق معها أحاديث حول المواضيع المالية في البيت، وقد يرى بعض الرّجال الأمر مُحرج قليلًا، إلا أنّه أمرًا ضروريًا لتجنب المشكلات من خلال إطّلاع زوجتك على وضعكَ المالي والميزانية.

كيفية الشراكة المالية بين الزوجين إذا كانت زوجتكَ تعمل وتحصل على دخل شهري، فأنت بحاجة للاطّلاع على كيفية الشراكة المالية بينكما، لأنّكما تعيشان تحت سقف واحد، وقد وضعنا لك في هذه الفقرة مجموعة من الطُرق التي تُساعدك على ذلك،

إليكَ هي:

 الطريقة النسبيّة: وهي إحدى الطرق التي يستخدمها الزوجان للجمع بين مواردهم المالية ورواتبهم الشهرية، وتحديد الإنفاق بطريقة تتناسب مع الرواتب، فصاحب الدّخل الأكبر ينفق نسبة أكبر من دخله تتناسب مع احتياجات الأسرة، ولكن من مساوئ هذه الطّريقة أنّ الشّخص ذو المدخول الأعلى سيصرف أكثر، وهو ما قد يُشعره بالسّوء والظّلم، وأنّه يُعاقب بالإنفاق أكثر فقط لأنّه يكسب أكثر.

طريقة المُساهمة: وهي الطريقة التي يستخدمها الزوجان بغض النظر عن كمية إنتاجهما، فعلى سبيل المثال، أي يخصّص كل منهما نفس القيمة من مدخولهما مهما كانت مختلفة، ويجمعان المبلغ في صندوق واحد للإنفاق منه على حاجيّات الأسرة، وبهذه الطّريقة يمكن أن يختفي شعور الظّلم الذي يشعر به الطّرف الأعلى دخلاً، كما في الطّريقة السّابقة، ولكنّها قد تسبّب تذمّر الطّرف الأقل دخلاً بأنّه لم يتبّقَ له الكثير للإنفاق على حاجاته الشّخصيّة، مقابل إنفاق الطّرف الأعلى دخلاً على حاجاته الشخصيّة، وهو ما قد يولّد التوتّر في العلاقة، والخلافات.

 طريقة الدّمج الكامل: التي تتلخّص بوضع مدخول الزّوجين بالكامل في حساب جاري مشترك للإنفاق على حاجات الأسرة، ويحمل كل منهما بطاقة صرّاف للسّحب منه للإيفاء بالتزاماتهما، وكذلكَ يحمل كل منهما بطاقة ائتمانيّة لدفع المشتريات، ولكن يُعاب على هذه الطّريقة استياء الطّرف الأعلى دخلاً من إنفاق الآخر الأقل دخلاً، لا سيما إن كان يميل الأوّل إلى الاقتصاد في نفقاته، والثّاني يميل إلى الإسراف أكثر.

قد يُهِمُّكَ: تعرف على طرق وضع الحدود المالية بين الزوجين

إذا كنت مقبل على الزواج، وشعرت في الوقت ذاته أنّك قد تختلف على الأمور المالية مع زوجتك، فإنّ أوّل ما تُفكّر به هو كيفية إرساء الحدود المالية في بيتكَ، وذلك لتتشاركها مع زوجتك، وإليك بعض تلك الحدود:

 اعرف أولويات زوجتك واستعد للتسوية: قبل أي شيء، اعرف أولويات شريكة حياتك، هل هي مُدخرة أم مُنفقة، حاول معرفة هذه الصفات من خلال حديثك المالي معها.

حدّد المشتريات الرئيسية مع زوجتك: اجلس مع زوجتك واكتبا جميع المُشتريات الضرورية التي تحتاجانها في المنزل، ووضّحا كل هذه الأمور لبعضكما البعض.

ضع الجداول الزمنية المُتعلقة بالأهداف المالية القادمة: من المعروف أنّ الغموض أحد أعداء التخطيط المالي، فعلى سبيل المثال، إذا أردتما شراء بيت في المستقبل القريب، حدّدا الهدف، وناقشا مقدار المبلغ المالي الذي ترغبان بتوفيره شهريًّا لتحقيق هذا الهدف، بالطّبع بما يتناسب مع ثمن المنزل الجديد تقريبًا ورواتبكما، وهكذا مع باقي الأمور.

حدّد الميزانية الضرورية مع زوجتك: اجلس مع زوجتك وحدّدا المبالغ الشهرية الثابتة والضرورية بالنسبة للمنزل، كنفقات الفواتير، والاشتراكات الشهرية الخاصة بالكهرباء، والماء وغيره، عندها سيكون كلاكما على اطّلاع بالنفقات التي تعتبرانها خطًا أحمرًا، ولا يُمكن تجاهلها.

اعترف بديونك لزوجتك: هذه أهم نقطة تُحدد الأمور المالية في البيت، وهي أن تكون صادقًا مع زوجتك بشأن ديونك، ستساعدك في مثل هذه الحالة على الخروج من هذا المأزق بسرعة، وفي حال لم تخبرها بشيء، فإنّك ستواجه ضغوطات كبيرة.

كن صادقًا بشأن مدخولكَ: من الضّروري أن تصارح زوجتكَ بمقدار دخلكَ الشّهري، لأنّها ستشعر بالخديعة والغبن، إذا اكتشفت أنّكَ كذبتَ عليها بهذا الشّأن، وهو ما يجر عليكَ مشاكل أنتَ في غنى عنها.