لكي يصفو العيش.. 3 ضوابط لأسرة سعيدة

تعتمد إدارة الأسرة على رجل يمتلك صفات حسنة، وكلما كانت هذه السمات في أفضل حال كانت سيطرته في الأسرة أكثر، ويسير بالأسرة نحو السعادة والفلاح، ولا ينبغي له أن تكون نوع أدارته هي السيطرة والهيمنة، بل يجب أن يتعامل مع الأسرة بانفتاح وبتواضع أكبر.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

عندما نراجع كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلة أهل بيته عليهم السلام نرى بأنهم يتعاطفون مع المرأة في كثير من الأحيان، ويثمنون مكانتها، ويشيدون بمقامها، ولكي تكون العلاقة الزوجية في حالتها المطلوبة وتساعد كل من الزوج والزوجة في تحسين علاقتهما مع بعضهما وضعوا ضوابطا يجب على كل من الزوجين مراعاتها حتى يصفو عيشهما، ومن هذه الضوابط نشير إلى أمور ثلاثة يستغني بها الزوج عن أمور كثيرة، كما جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام: « إنَّ المَرءَ یَحتاجُ في مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إِلى ثَلاثِ خِصالٍ یَتَكلَّفُها، وَإن لَم یَكن في طَبعِهِ ذلِك: مُعاشَرَةٌ جميلة، وسَعَةٌ بتقدير، وَغَیرَةٌ بِتَحَصُّنٍ».

المُعاشرة الجميلة

فهي تنمي المودة داخل البيت، بل لا بد للزوج منها، فيتجلى بالاحترام والرحمة والإكرام، فالزوجة عون للزوج على طاعة الله بما تحصن من فرجه، وما ترعى من ولده، واعتبر الإمام زين العابدين عليه السلام إكرام الزوجة والرفق بها ورحمتها من حقوقها الواجب أداؤها من قبل الزوج، فقال في رسالة الحقوق: «وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلك نعمة من الله تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، فإن لها عليك أن ترحمها». وقد ترحَّم الإمام الصادق عليه السلام على الزوج الذي يحسن فيما بينه وبين زوجته.

التوسعة على العيال

شحّ الرجل على أهله مما تبغضه المرأة ويكون فاصلًا بين لقاء قلبها مع قلب الزوج، هذا الشحّ كأنه لا يبقى عند حدّه المعروف، وإنما يُشعر بعدم التقدير، وعدم المودّة، وعدم الاعتزاز، وهذا ما تبغضه المرأة والأسرة في دارها.

واستحباب التوسعة على العيال من الأخلاق الحميدة والممدوحة في الإسلام، ورغّب بها الإسلام الزوج في توسيع على عياله ما لم يصل حد الإسراف، وهذه يعني أن يكون الرجل كريماً جواداً في نفقته العائلية، ويهتم بحاجات أهله، كما جاء في الخبر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآلة: عن النبي: «إنّ المؤمن يأخذ بأدب اللّه، إذا وسّع عليه اتّسع، وإذا أمسك عليه أمسك».

الغيرة بتحصين

تعتبر الغيرة من الفضائل الأخلاقية التي تحظى بأهمية بالغة في الثقافة الإسلامية، فهي التي تدفع الإنسان للدفاع عن العرض والناموس، والدين والمذهب، والمال والوطن.. وغيره.

فإنّ الإسلام ينمي في الرجل خصلة الغيرة إذا كانت على عرضه وسمعة عائلته وكرامتها، فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: «غيرة الرجل إيمان»، ومع ذلك فإنه يحثه على تجنب الغيرة في غير موضعها، لأنها قد تؤدي بالرجل إلى الإعجاب والكبر وغيرهما من الخصال الذميمة، فيقول في هذا الأمر أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الامام الحسن عليه السلام: «وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقم».

رافد للتنمية