بينها الصبر والحلم.. 4 أمور تحكم بناء الأسرة

كتب الشيخ خليل رزق:

إذا سادت العلاقة الصحيحة والسليمة والمبنّية على ضوء القرآن والشريعة بين الرجل والمرأة فإنّ ذلك هو المفتاح الأساس لبناء الأسرة الصالحة، وتصرّفات الزوجين فيما بينهما، تعكس الأجواء الإيجابية أو السلبية داخل الأسرة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ومن هنا نجد أن الإسلام وفي سبيل بناء هذه الأسرة وضع نظاماً للعلاقة التي ينبغي أن تحكم الأسرة ومنها:

1-المودّة: وهي المحبة التي تشكل قاعدة أساسية للتفاهم والانسجام، والتي ينبغي أن تظهر في أعمال الطرفين.

عن النبي (صلى الله عليه وآله): "ما أنفق الرّجل على أهله فهو صدقة وإنّ الرّجل ليؤجر في رفع اللَّقمة إلى في امرأته "12.

2- الرحمة: وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة وكذلك للعنصر الأول في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.

فقد أضاف القرآن إلى المودة عنصراً آخراً وهو الرحمة التي تظهر في الأعمال أيضاً على شكل عطاء لا ينتظر مقابلاً.

ومن ذلك ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "إتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فإنّ خياركم خياركم لأهله"13.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): قال: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ويبني الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة"14.

3- المعاشرة بالمعروف: فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾15.

وعن الإمام الصادقة (عليه السلام) قال: "جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل به غيرك وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): بشّرها بالجنّة وقل لها: إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلّ يوم أجر سبعين شهيداً"16.

4- الصبر والحلم: وهما من ضروريات الحياة الزوجية لمواجهة المشاكل الخارجية الناتجة عن متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية فمن الوصايا للرجل:

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "... ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله (بكل مرة) يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب على بلائه، وكان عليها من الوزر في كلّ يوم وليلة مثل رمل عالج..."17.