كبار السنّ: يحرصون على المال ولا يقبلون النقاش.. دراسة تكذّب هذا الانطباع!

كبار السنّ شخصيات محبوبة وأصدقاء حقيقيون للطبيعة

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتب خليل ما شاء الله:

هنالك نظرة سائدة في مجتمعاتنا حول الرجل الطاعن في السنّ او (العجوز)، بأنه مكمن لكثير من الصفات السلبية، فهو إضافة الى ركونه لخريف العمر، وهي حالة بحد ذاتها توحي الى الكآبة والاشمئزاز، يكون سريع الغضب وشديد الحرص على المال، ومحب لذاته ولا يقبل المناقشة والتراجع أمام فكرة او رأي وإن كان الحق والصواب في الطرف المقابل.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لكن هذه الرؤية قد لا تكون دقيقة إذا بحثنا الأمر بشكل علمي وبصورة عامة، وليس في إطار ظروف استثنائية كما هو عليه الحال في بلد مثل العراق الذي يصل الإنسان الى خريف العمر وهو لا يتذكر أنه قضى يوماً في ربيع العمر أو هنِئ بيوم في حياته ورأى غير الحرب والموت والأزمات وغيرها.

تقول دراسة حديثة صدرت من البرازيل، إن الذين يعيشون طويلاً ويصلون الى قرن من الزمن، هم أناس يتمتعون بروح معنوية عالية بعيدة عن كل ما يمكن ان ينغص حياتهم، هم أناس يكرسون أنفسهم للعناية العفوية بأنفسهم وخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه، ويقول كثير من هؤلاء المعمرين بأن مصدر طاقتهم تأتي من الشعور بالرضا الذاتي والشعور الجميل الذي ينتابهم من خلال خدمة الآخرين، فمن يشعر بأنه يخدم الآخرين بما يرضيه هو والذين يخدمهم يحصل على قوة وطاقة كبيرتين للعيش طويلا من أجل خدمة المجتمع.

أضافت الدراسة بأن المعمر هو الصديق الوفي للطبيعة، فهو يحافظ عليها لأنها تمدّه بالطاقة من أجل العيش، هم يتميزون أيضا بالبساطة ويؤمنون بجمال الحياة بعيداً عن الطمع والجشع المادي الذي يرونه بأنه يفسد جمال الحياة وجمال الطبيعة ذاتها.

وأوضحت الدراسة بأن المعمرين يحبون الصدق والأمانة والنظام الذي وضعته الطبيعة لهم وعندهم قيم إنسانية عفوية غاية في الرقي، كما يتمتعون بأخلاق بعيدة عن المفاسد لا يتخلون عنها ولا بشكل من الأشكال، ويمكن تلخيص ذلك كله وتسميته بفلسفة أخلاقية وثقافية في الحياة.

وتقول الدراسة أيضا بأن المعمرين يبعدون أنفسهم عن كل ما يمكن أن يؤذي مشاعرهم الصادقة في الحياة ويقولون بأن المشاعر السيئة الناجمة عن تعقيدات الحياة العصرية هي سم قاتل يفتك بالبدن والنفس على السواء.

وأضافت الدراسة التي كتبها عالم النفس البرازيلي الشهير (باشيكو)، بأن التوازن الداخلي للإنسان يحافظ على صحة خلايا الجسم بأسره، مشيراً - حسب رأيه- الى أن هذا التوازن يُحدث نوعاً من التناغم في أنسجة الجسم وخلاياه كالموسيقى المهدئة للأعصاب.

وقال أيضا أن التوازن الداخلي يقوي جهاز المناعة عند الانسان فيصبح مقاوما للأمراض وسلاحاً ضد الجراثيم الغازية.

المصدر: مواقع إلكترونية