سِن القراءة المهجور.. المراهقون لا يقرأون!

الشباب المراهقون اليوم عازفون عزوفًا كبيراً عن المطالعة، فقليلاً ما تجد مراهقًا يحمل كتاب يقرأ فيه، وهذا أمر سلبي، إذ أن المطالعة أمر مهم لتشكيل ثقافة لدى الإنسان، ولتهذيب عقله وتوسيعه، وإطلاعه على بعض العلوم ليصير فرداً مثقفاً. فما هي الأسباب وراء هذا؟ و لماذا يصعب على المراهقين قراءة الكتب ؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لماذا يصعب على المراهقين قراءة الكتب؟

هناك عدة أسباب اجتماعية وأسرية وغيرها تؤثر على المراهق في هذا الأمر، أهمها:

عزوف عام عن المطالعة

العزوف عن المطالعة في الحقيقة مشكلة لا تخص المراهقين وحسب، وإنما تخص كافة فئات المجتمع، وعزوف معظم الناس عن المطالعة جعل منها في نظر من لا يعرفها موضة قديمة، وأمر من آخر الأولويات، بل معظم المراهقين لا يفكر في أن يطالع كتاباً أصلاً.

ليست محل اهتمام عند أقرانه

من خصائص المراهق أنه يحب تقليد أقرانه ومشاركتهم في نشاطاتهم، وفي المستوى العام، لا تعتبر المطالعة من نشاطات المراهقين الاعتيادية. لذا يصعب عليه أن يصير مطالعاً.

قلة الكتب المناسبة للمراهقين

في الكثير من الأزمنة، غفل الكُتّاب عن تأليف مؤلفات مخصصة لهذه الفئة من المجتمع، وركزوا على الكتابة لفئة الشباب فما فوقهم، أو الأطفال الصغار، فالمراهق دائماً يعاني من نقص الاهتمام حتى على المستوى الأدبي والعلمي. لذا عندما يعزم على القراءة، يشعر بالملل بسرعة لأنه لا يجد ما يناسبه تمامًا.

قلة التشجيع على القراءة في معظم الأوساط

يقل التشجيع على المطالعة كثيراً، في المدرسة والبيت وغيرهما، فمعظم البيوت ليس فيها كتب، ومعظم المدارس فيها مكتبات لكنها مهملة بها أو لا تحتوي على الكتب المناسبة، فتجد فيها الكتب المدرسي لا غير.

خصائص المراهقة تؤثر على المقروئية

كما تؤثر الخصائص الطبيعية ومشاكل المراهقة المصاحبة لهذه المرحلة من الحياة على المقروئية، لأن المراهق دائما يشعر بالكسل والملل والاكتئاب، ويحب الأمور الحماسية والمرحة فيمل سريعا من الكتب.

التلفاز والإنترنت من معيقات المطالعة

منذ ظهر التلفاز والإنترنت، ومقروئية الكتب تنخفض في العالم، لأن التكنلوجيا الحديثة تعتبر أكثر إمتاعا وحماسًا من الكتاب، لكن الكتاب لا يمكن الاستغناء عنه بحال.

عدم اهتمام الأسر بالمطالعة

يعد هذا من أهم الأسباب، لأن الابن يقتدي بأبويه وإخوته الكبار، فإذا كانت الأسرة غير مهتمة بالقراءة، فمن أين سيصير الابن مهتمًا؟ ولا ينفع أن ننصح الأبناء بالقراءة ونحن عازفون عنها، وليس لدينا مكتبات في بيوتنا.

المدرسة من معيقات القراءة

عندما يذهب الطفل إلى المدرسة، ويتعرض للنظم الإجبارية من واجبات وغير ذلك، يتشكل في ذهنه كره للدراسة وكل ما يتعلق بها، وبهذا يكره الكتب أيضا، ومعظم النظم الدراسية اليوم للأسف لا تزيد الطلاب إلا كرهاً للعلم.

كيف تجعل ابنك المراهق يقرأ الكتب؟

أن تكون أنت قدوة له، بأن يراك تقرأ الكتب بشكل يومي، وأن تحدثه عنها وعن متعتها وتناقشها معه…

تخصيص مكان في البيت للكتب، كقاعة مخصصة للكتب أو مكتب أو ركن في البيت، توفير الهدوء والجو المناسب للقراءة.

أن تتوصل معه لاتفاق بخصوص استعمال التلفاز أو الإنترنت موازاة مع القراءة. أي بتخصيص وقت لكل منهما.

ساعده في الحصول على الكتب المناسبة له، لأن الكتب المناسبة قليلة كما أسلفنا.

اشتري كتباً مناسبة للأطفال والمراهقين قبل أن يكبروا، وعودهم منذ الطفولة المبكرة.

علمهم قراءة الكتب قبل أن تعلمهم الأنترنت.

اشتري له هدايا في شكل كتب.

لا بأس أن يبدأ بقراءة القصص والمؤلفات السهلة وإن لم تنفعه كثيراً، بغرض التعود على القراءة أولاً.

ختامًا

علينا أن نهتم أكثر بالقراءة، كونها من مفاتيح التقدم وإنشاء جيل أكثر وعيًا وفهمًا، لكن يجب الحرص كل الحرص على نوعية ما نقرأه ونعطيه لأبنائنا، لأن من العلم جهلا. والعلم الناقص الخاطئ أخطر من الجهل نفسه.

المصدر: مواقع إلكترونية