زمن الخيارات انتهى: الطلاق ليس حلاً!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة "الأئمة الاثنا عشر"

كتبت إباء أبو طه:

عندما نتزوج فإنّ "زمن الخيارات انتهى"، أي أننا لن نستطيع بسهولة أن نختار شريك حياةٍ آخر، هذه الخطوة انقضت وانتهت، علينا أن ننتقل إلى خطوات أخرى من الاحتواء، التغافل، الصبر، التدريب، التعاطف، إدارة المشاعر، وغيرها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

في هذه الأيام، أصبح زمن الخيارات متاحاً وبسهولة مؤلمة ومحزنة ومثيرة للعجب، يمكن للزوجين الرحيل في أي وقت، والتخلي متى شاء أحدهما، وكسر ورمي وهدم "العائلة" والمضي قدماً وكأنه لم يكن هناك شيء مُقام أصلاً.

الطلاق أصبح هو أوّل الخيارات، وأسهل الطرق، وأفضل الوسائل، وأسلم الخطوات للتحلل من كل شيء تفرضه العائلة، ومن أي شيء تُحِتّم علينا العلاقة فعله للاستمرار فيها.

نحن لم نعد نبذل الجهود، وإن بذلناها قد تكون في اتجاه ليس بالصحيح، لا نريد أن نصبر ولا نحاول ولا نقاوم يأسنا المتجدد لأن الشريك ليس نسخةً عنا، لم نعد نحتمل أن تعاكس أقدارُ الزواج توقعاتنا، ولا أفعال الشريك أحلامنا الأسطورية!

لم نعد نحتمل شُحّ المال، والتفهم، والاحتواء والتعاطف والمسؤولية فنقوم ببساطة شديدة " بالمغادرة"!

هذه المغادرة التي تأتي في صورة فرار هش من الزواج، تحت دعوى " تعبت، زهقت، لا يوجد حل، لن يتغير أو تتغير".

الطلاق له شروط... وأسباب واضحة، وليس صحيحاً أن يتم اللجوء له هكذا وبطريقة عشوائية دون الاستعانة بالمرشد أو المختص الأسري، الذي يساعد على توضيح الإشكالية، ومحاولة حلها إن أمكن.

الزواج صعب يا جماعة، صعب إذا قرر كل منا أن يرمي مشاعر الشريك واحتياجاته والبقاء في حالة تمركز حول الذات وكأنه غير موجود في حياتنا، الزواج يحتاج إلى مهارة، تدريب، علم، فهم، محاولة، اجتهاد، تقبل، تغافل، مسامحة، وصبر كبير جدا.

هناك دائما حل لكل مشكلة... وإن أغلقت الحلول استعن بأهل العلم والاختصاص.