كورونا والعقائد.. جائحة الشبهات بحاجة الى ’حجر عقائدي’!

كتب الشيخ عليّ الغزيّ:

مِمَّا يشهده عالمنا اليوم هو بروز فايروس كورونا وتصاعد حركته من كونه مرضاً في منطقة في دولة مُعيَّنة إلى كونه وباءً يصيبُ مجموعةً كبيرةً من البشر، ويُخلف أعداداً من الوفيات إلى كونه جائحةً اصابت كُلّ قارات الأرض، رافعة معها عدد الوفيات إلى أرقام قياسيّة فضلاً عن عدد الإصابات.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وفِي حركة هذا الفايروس نجد عدّة أمور:

١. ظهوره المُفاجئ والشكّ في كونه مُصنعاً مُختبريّاً، وليس إنتاجاً طبيعيّاً.

٢. استهدافه لغير الأطفال والشباب، فهو يصيب بدرجة أكبر من تجاوز الأربعين، وأكثر من توفوا فيه هم كبار السن، والسبب في ذلك هو ضعف مناعتهم.

٣. جهل كيفيّة عمله، وتخفيه تحت أعراض الانفلونزا الطبيعيّة.

٤. بدأ فرز خصائص أعراضه عن أعراض الانفلونزا الطبيعيّة.

٥. الرجوع للقواعد العامّة في مواجهة الفايروسات وذلك بتقوية مناعة الإنسان، والدور المهمّ لفيتامين C في ذلك، مع بعض الغذاء الطبيعيّ كالبصل والثوم، والحمضيات، مُضافاً إلى التعرض لأشعة الشمس.

٦. تشريح بعض جثث ممن توفي بالفايروس من أجل التعرف أكثر على طريقة عمله، فوقف الصينيون على مادّة لزجة في الرئتين تجعل من يتوفى به يستشعر حالةً من الغرق، ووقف الإيطاليون على تجلط في أوعية الدمويّة للرئتين مِمَّا ساهم في ادخال علاج الجلطة في معالجته.

٧. كانت مسؤوليّة مواجهة الفايروس مُتوزعةً على المجتمع والأخصائيّين، فمسؤوليّة المجتمع من خلال ترك الاجتماعات والخضوع إلى الحجر المنزليّ، مُضافاً إلى مسؤوليّة الدولة في تطبيق ذلك، وفرضه على أرض الواقع.

ودور الكوادر الاختصاصيّة كان متوزعاً على اسعاف، وفحص الحالات المُشتبه بها، وتشخيص المصابين وحجرهم في أماكن مُخصَّصة مع تقدِّيم الرعاية الصحيّة لهم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه منهم، وايضاً العمل على اكتشاف وتطوير علاج لذلك.

٨. كشف الفايروس عن ضعف الدول العظمى فضلاً عن غيرها في استعدادها المُسبق في مواجهة مثل هذا المرض حتّى أنّها كان ينقصها بعض المعدات الضروريّة كأجهزة التنفس الصناعيّة التي كان لها الدور المهمّ في إنعاش المصاب وإسعافه.

٩. أنَّ السعي في سبيل استحصال علاج نهائي يستغرق وقتاً رُبَّما يُقارب السنة على ما صرَّح به بعض مسؤوليّ منظمة الصحّة العالميّة.

١٠. خسرنا كوادر طبيّة مهمّة من أطباء ومُمرضين اثناء مواجهة الفايروس.

١١. أيقنا أكثر بأهمّية الكوادر الطبيّة ودورها الحاسم في مثل هذا المواجهة المصيريّة.

وكُلُّ هذه النقاط التي شهدناها مع فايروس كورونا هي تمامّاً ما نشهدها مع أي شبهة عقائديّة نواجهها، فهي:

١. تظهر بشكل مفاجئ، ويُشكُّ في افتعالها.

٢. وتصيب من لا يمتلك مناعةً وحصانةً علميّة أو حتّى ثقافيّة جيدة، وأنَّها تقتل من كان ضعيفاً في ذلك.

٣. كما تظهر متشابهةً ومتخفيةً تحت ستار الحقيقة، والنقد العلميّ، والانفتاح الفكريّ.

٤. لا بُدَّ من الرجوع في مواجهتها - في موقفنا الأوّلي - إلى الخطوط العامّة في ذلك من التمسك بالثوابت وعدم الرضوخ وراء كُلّ المُدَّعيات.

٥. بدأ فرز بعض خصائصها التي تمتاز بها من غيرها.

٦. بدأ العمل العمليّ على تشريح الشبهة ومعرفة الأسس التي تعتمد عليها.

٧. مسؤوليّة مواجهة الشبهة تتوزع بين المجتمع وأهل الاختصاص، فالمجتمع ينبغي أن يُدخل نفسه في حجر صحي وعدم الاختلاط بالمصابين والملامسين من أجل تقليل عدد الإصابات والخسائر الناتجة عن ذلك.

ودور أهل الاختصاص قائم على تشخيص المصابين وإسعافهم بما هو مُتاح من العلاجات الأوّليّة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. والعمل على إيجاد علاج شَامِل.

٨. تكشف بعض الشبه العقائديّة عن ضعف الاستعداد المُسبق لها من توفّر الكُتّاب والمفكرين، ووسائل نشر نتاجاتهم العلميّة ودعمها.

٩. إن السعي في سبيل استحصال علاج نهائي يستغرق وقتاً.

١٠. رُبَّما نخسر بعض كوادرنا حيثُ تنجر تحت زيف وغطاء الشبه العقائديّة.

١١. ندرك قيمة وأهمّية وجود ذوي الاختصاص في مواجهة ذلك.