تنبيه من ممثل المرجعية: هذه هي أسباب ’التعاسة’ و ’التخلف’ في مجتمعنا

تنويه: هذا المقال مقتبس "بتصرّف" من خطبة لممثل المرجعية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ألقيت في (27 محرّم 1441هـ) الموافق لـ(27 أيلول 2019م)

ما هي الأسباب الأساسيّة في أغلب مشاكلنا ونزاعاتنا وخلافاتنا في الحياة الدنيا؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

نحن لو دققنا في الأسباب الأساسيّة والجوهريّة لوجدنا أنّها تكمن في "إهمالُنا للحقوق".. حقوق بعضنا على البعض الآخر.. حقوق الإنسان مع كلّ موجودٍ حوله.

حقّه مع الله وحقّ الله تعالى عليه وحقوقه مع الآخرين.

إن أحد المشاكل الأساسيّة هو أننا نطالب دائماً برعاية حقوقنا من الآخرين، ونرتب المشاكل والنزاع والآثار الأخرى إذا لم تُراعَ حقوقُننا من قبل الآخرين، ولكن هل نُراعي بنفس الدرجة حقوق الآخرين علينا أم لا؟!

الكلّ منّا يطلبُ من الله تعالى أن يعطيه كلّ شيء، ولكن هو هل يراعي الأمور -ولو بعضها- التي يريدها الله تعالى منه؟

في داخل الأسرة الزوج دائماً يطالبُ بجميع حقوقه من الزوجة، وإذا لم تُراعِ بعض الحقوق يرتّب المشاكل والنزاع والكثير من الآثار، والزوجة تُطالب الزوج بكلّ الحقوق وترتّب الآثار والمشاكل السلبيّة إن لم يُراعِ الزوج هذه الحقوق، ولكن هي هل تُراعي كلّ الحقوق التي للزوج؟

إن الحقوق متبادلة، ليس عندنا حقوقٌ من طرفٍ واحد، دائماً إذا نلاحظ في مسألة الحقوق هي متبادلة بين الطرفين، بمعنىً آخر كلّ طرفٍ لابُدّ أن يُراعي حقوق الطرف الآخر، والطرف الآخر لابُدّ أن يُراعي حقوق الطرف الأوّل، الآباء والأولاد -مثلاً- الأولاد يطالبون آباءهم وأمّهاتهم بجميع حقوقهم، ولكن هل الأولاد يُراعون حقوق آبائهم وأمّهاتهم؟!

الواحد منّا يطلب من أبناء مجتمعه أن يراعوا كلّ حقوقه الماديّة والمعنويّة، ولكن هل هو يُراعي حقوق الآخرين كما هو يطلب من الآخرين أن يُراعوا هذه الحقوق؟! هذه مشكلة أساسيّة.

أحدُ المشاكل الأساسيّة وأحدُ الأمور الأساسيّة في مشاكلنا في نزاعاتنا في تخلّفنا في أن نعيش هذه الحالة من التعاسة ومن التخلّف ومن الشقاء ومن المعاناة، أحدُ الأمور الأساسيّة هو أن كلّ واحدٍ يطلب من الآخرين أن يراعوا حقوقه بأجمعها، لكن هو لا يراعي حقوق الآخرين، لو أنّنا وازنّا -حالة التوازن- أنا أطالب الآخرين بهذه الحقوق وعليهم أن يُراعوا الحقوق التي لي عليهم، وأنا أيضاً لو كنتُ بنفس الدرجة ألاحظ وأُراعي وأطبّق حقوق الآخرين عليّ، لما حصلت هذه الأمور في حياتنا الدنيا.