للنساء فقط: 11 وصية لتكوني سعيدة مع الرجل

 

 بداية ينبغي أن تعلمي أيتها الزوجة الكريمة أن الله سبحانه وتعالى عندما جعل الرجل هو القيم عليك لم يكن ذلك نقصا من قدرك بل رفعة من شأنك وحفاظا عليك وتنظيما لأمور الزواج والاسرة، فإن اي عمل إذا لم يكن له منظم فسيفشل وهكذا هو الزواج، ثم ان الله سبحانه وتعالى اعطاك من القدرة والحنان ما تستطيعين من خلاله ان تحافظي على زوجك واسرتك.

من هنا ينبغي الالتفات إلى الأمور التالية:

1-    كوني امرأة صالحة:

عليك ان تبني نفسك من الناحية الدينية اولاً، فهذا مفتاح سعادتك الزوجية فالمرأة الصالحة يكون لديا الثقة بالنفس والاطمئنان الذي يجعلها قادرة على مواجهة كل ما قد يكدر صفو عيشها وذلك لأنها تبحث عن رضا الله تعالى وما عند الله خير وأبقى، يقول النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة" (ميزان الحكمة ج4ص288).

2-    اخدمي الزوج والاسرة بكل فخر واعتزاز:

صحيح ان خدمة الزوجة في منزلها ليس بواجب شرعي عليها كما او كيفا، ولكنها تعتبر من العمل الصالح الذي فيه رضا الله تعالى ومما ينظم الاسرة ويبعث على السعادة والسرور ولا تنظري الى أحاديث الناس ووساوس النفس الامارة بالسوء وتزيين الشيطان الرجيم، بل انظري الى ما أعده الله تعالى للزوجة الصالحة التي تقوم بهذه الخدمة فجاء عن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم): "ايما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام اغلق الله عنها سبعة ابواب من النار، وفتح لها ثمانية ابواب من الجنة تدخل اينما شاءت " (ميزان الحكمة ج4ص286).

3-    اياك والاذية بالكلام او التصرف:

 إن من الامور التي تبعث على اغضاب الرجل وكرهه لزوجته هو الكلام او التصرف الخشن المؤذي الذي يشعر الزوج بأنه يحط من قدره ويقلل من شعوره بأن هذه الزوجة تسعده وتحترمه؛ لذلك حاولي ان لا ترفعي صوتك فوق صوته واختاري الالفاظ الجميلة المحترمة في حديثك معه او مناقشتك له في بعض الامور العائلية ولا يصدر منك اي تصرف وضيع؛ لان ذلك مما يكرهه الله تعالى قبل ان يكرهه الزوج ومما يؤدي الى افساد السعادة الزوجية، فاحذري ان تقعي في مثل ذلك وانظري الى العقاب او السيئات التي تنتج عن هكذا تصرف فعن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم):  "من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وان صامت الدهر، وعلى الرجل مثل ذلك الوزر اذا كان مؤذيا ظالما" (ميزان الحمة ج 4 ، ص 287).

4-    ليكن رضا الزوج هدف دائم:

لا شك انه اذا كان الزوج راضيا عن زوجته فانه يشعر واياها بالسعادة والاطمئنان وسيعاملها بالأحسن وسيحترمها ويقدرها اكثر فعليك ان تعلمي ايتها الزوجة الكريمة ان رضا الزوج فيه رضا الله تعالى فاسعي دائما لتحصيل رضاه وتأكدي من رضاه في كل يوم وليلة، واشعريه ان رضاه عليك فيه سعادتك ونشاطك، مثل كأن تقولي له: "ان رضاك عني يزيدني حبا لك ونشاطا في خدمتك وخدمة عيالك" كما في قول النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) "ويل لامرأة اغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها " (لالئ الاخبار ج3ص286).

5-    أظهري له العشق والحب والاهتمام به:

الرجل مثل المرأة بحاجة دائما الى من يخاطب احاسيسه العاطفية خصوصا ان مشاغله خارج المنزل واثناء العمل تلقي عليه عبئا ثقيلا، وعندما يعود الى المنزل عليك ان تبادريه بالكلام الطيب والمجاملة، فعن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) "من حق الرجل على المرأة ان تستقبله عند باب بيتها اذا رجع وان تشيعه اذا ذهب" (مستدرك الوسائل ج 3  ص )551.

6-    لا تقابلي الاذية بمثلها ولا الغضب بمثله:

عليك ان تعلمي ايتها الزوجة العزيزة انه ما من رجل الا وقد تصدر منه بعض الاذية لزوجته عن قصد او غيره، خصوصا في حالات المشكلات والغضب، لكن في هذه الحالة عليك ان تكوني صبورة وهادئة ولا تنفعلي مع تصرفاته؛ لأنك لو فعلت ذلك كبرت المشكلة وازدادت سوء الخلق بينما لو صبرت فإن لك الاجر العظيم عند الله. عن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) "من صبرت على سوء خلق زوجها اعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم (زوجة فرعون)" (ميزان الحكمة ج4 ص288).

7-    كوني الزوجة الذليلة مع زوجها:

ربما يعتقد البعض ان تكون المرأة ذليلة لزوجها وهذا اجحاف بحقها ومهانه لها، وربما يعتقد البعض هذا او اكثر من ذلك، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح؛ لأننا عندما ننظر الى الامور بدقة، والى مستقبل الحياة الزوجية سوف يتضح لنا معنى آخر للتذلل الذي ندعو إليه، فالذلة نقصد بها "المسكنة" و "المطاوعة" وهو يتناسب ان تتصف به الزوجة مع زوجها فإن الزوجة بحاجة ان تشعر نفسها قبل زواجها انها في اشد الحاجة للانسجام معه وان سعادتها ومستقبلها مرتبطان به، فلابد من ابراز ضعفها والمسكنة أمامه وأنها بحاجة كبيرة لوجوده، وخفض جناح الذل له، كما يبرز فرخ الطائر مسكنته وضعفه امام امه؛ كي تغذيه وتحنو عليه وتحميه وتدافع عنه ويبرز الولد ضعفه ومسكنته وذله امام والديه، فكذلك الزوجة مع زوجها. فإن الزوجة وان كانت عزيزة في اهلها او في نفسها وعندها من الصفات الجمالية والكمالية والمادية الشيء الكثير، ولكن يلزمها ان تخفض جناح الذل لزوجها، وتشمله برعايتها وحنانها وعطفها وتكون كالخيمة له التي تظلله.

فعن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم): "ان خير نسائكم الولود، الودود العفيفة، العزيزة في اهلها، الذليلة مع بعلها" (الكافي ج5ص324).

8-    لا تقولي هذا الكلام ابدا:

ايتها الزوجة، ان الزوج بحاجة الى العاطفة التي انت مصدرها، انه بحاجة الى الابتسامة المشرقة منك التي تبدد ظلمات الكآبة التي تعترضه في الحياة انه يريد ان يرى الانسانة التي تعتني به وتظهر له الاهتمام الكبير وتشعره انه بالنسبة اليها قطب الرحى واساس السعادة، انه يريد ان يسمع كلمة الشوق والشكر والحب والرغبة في الانس به واللقاء، فرددي بين الحين والاخر عبارات الاعجاب بمزايا واذكري له اعتزازك بالزواج منه فالحياة الزوجية التي تفقد من قاموسها الكلمات الطيبة والجميلة والعبارات الدافئة، حياة قد افلت انجم السعادة فيها. فعن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) "ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقيل لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن اطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام " (بحار الانوار ج8ص119.)

9-    كوني المجاهدة في حسن التبعل:

حسن التبعل يحتاج الى لياقة واخلاق وصبر، بل والى ذوق وفطنة خاصة، فالله تعالى اعطى المرأة قدرة واضحة على ادارة شؤون المنزل بشكل يريح جميع الاسرة، من هنا لابد لك ايتها الزوجة الكريمة ان تتأملي وتفهمي جيدا المراد والمقصود من قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) "جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها" (بحار الانوار ج103ص247).

10-                       حافظي على جمالك واناقتك:

ان حفاظك على جمالك واناقتك له تأثير كبير على حالتك النفسية، فالمرأة المهملة لهذا الجانب عرضة لان ينفر منها زوجها، فلا يطيق الجلوس معها، وهذ بلا شك يؤثر سلبا على نفسيتها وليس هناك من حل الا ان تعيد هذه المرأة النظر في شأن جمالها وتزينها لزوجها.

11-                       انتبهي لحظة غضب زوجك:

لا يوجد بيت يخلو من المشكلات وليس هناك زوج لا يغضب ولا يثور ولكن المرأة الذكية هي التي تعرف كيف تتصرف لتمتص غضب زوجها بهدوء ومحبة وحل الامور بينهما وعدم اعطائها اكبر من حجمها.

ختاما اود ان اذكر كلا الطرفين (الزوج، الزوجة) بأن السعادة الزوجية مطلب كل عاقل ومن دونها تصبح الحياة مليئة بالمشكلات والقلق والاضطرابات، ويفقد المجتمع ركنا اساسيا من اركان استقراره وهو بناء الاسرة لذلك ينبغي الوقوف على هذه النقاط وغيرها وفهمها جيدا من اجل معرفة ما علينا القيام به اتجاه الزوج، لكي تبنى الحياة الزوجية على اساس متين لتصبح الحياة سعيدة، مطمئنة، خالية من المشكلات، منتجة لمجتمع صالح تسوده المودة والمحبة.   

 

*مركز الإرشاد الأسري