ما الأضرار التي تصيبنا من التعلق بأصدقاء التواصل الاجتماعي؟

باتت شبكات التواصل الاجتماعي محط اهتمام من قبل الأفراد باختلاف أعمارهم وثقافاتهم، وتعتبر فئة الشباب هي الأكثر استخداما لهذه المواقع، حيث يتم الاستفادة من شبكات التواصل في الاخبار والأمور الأخرى، وقد اتخذها البعض كعالم خاص بهم لتكوين الصداقات مع اشخاص من مدن ودول أخرى، وقد تنجح هذه العلاقات مع اختلاف الثقافة والتفكير والقومية والدين، وبعض هذه الصداقات تتحول من واقع الافتراضي إلى عالمنا الحقيقي واستمرارها بالتقرب أو العمل في مجال معين، ولكن ما يخيفنا من هذه العلاقات هي عدم معرفة نواياهم وما يدور في عقلهم للأضرار بنا، وخاصة عند تعلقنا بأصدقاء تعودنا على الحديث معهم، لذا علينا أن لا نعطي امور شخصية واسرار لأصدقاء التواصل الاجتماعي حتى التأكد منهم، ولا ننسى الاجندات التي تحاول الإطاحة بنا لمصالح الجهات التي تدعمهم، وقيامهم بعلاقات قوية مع الشباب لتشويه العادات والتقاليد في مجتمعهم.

التواصل الاجتماعي وسيلة مهمة في عالمنا، ولها تأثير كبير على فئات المجتمع، لذا قامت شبكة النبأ المعلوماتية باستطلاع آراء المختصين والخبراء في مجال شبكات التواصل الاجتماعي ومن يهمه هذا الامر وطرحت عليهم السؤال كالآتي:

ما الإضرار التي تصيبنا من التعلق بأصدقاء التواصل الاجتماعي؟

اهم الاضرار التعلق بالأصدقاء

التقينا الدكتور (قحطان حسين)، اكاديمي في كلية العلوم السياسية جامعة بابل، فأجابنا قائلا:

وسائل التواصل الاجتماعي هيأت لنا عالم افتراضي واسع ومعقد من العلاقات الاجتماعية والصداقات وتبادل الآراء والافكار، وهذا في حد ذاته شيء جيد عندما نحصل على اصدقاء نتواصل معهم رغم بعد المسافات، لكن الجانب السلبي في هذا الموضوع هو الادمان المفرط لدى الكثير ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وبطريقة مبالغ بها اذ ان كثرة الاصدقاء والتواصل معهم بشكل متكرر يتطلب وقتا طويلا، مما يؤثر على النشاطات الاعتيادية للفرد في العالم الحقيقي كما أن نوعية الاصدقاء الذين يختارهم الفرد للتواصل معهم قد تؤثر سلبيا على سلوكه ومزاجه ونفسيته، فعلى سبيل المثال ينحى الشباب الى اقامة صداقات غير منتجة مع فتيان او فتيات يطغى عليها طابع الرومانسية والبحث عن علاقات غرام غير مقبولة، ولا يخفى ما لهذه الظاهرة من ضرر كبير على بنية المجتمع وتماسكه، وبما يؤدي الى نشوء جيل مدمن على هذه الصداقات الضارة ويمكن تلخيص اهم هذه الاضرار وكما يلي:

- اغلب هذه الصداقات تقوم على غايات غير هادفة تتمثل بإشاعة سلوكيات اللهو والترفيه مما يضعف الجانب الاخلاقي لدى المنخرطين في هذه الصداقات.

- قضاء وقت طويل في التواصل مع الاصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يؤثر سلبا على واجبات الاصدقاء تجاه العائلة وتجاه الالتزامات المهنية او الدراسية.

- هناك خطورة كامنة في بعض الصداقات التي يروج احد اطرافها لأفكار دينية او اجتماعية او سياسية او ثقافية هدامة قد تدفع الطرف الآخر بمرور الوقت الى اعتناق هذه الافكار والدعوة اليها مما يلحق الضرر بالمنظومة الفكرية للمجتمع.

- قد تسبب بعض الصداقات الى الايقاع بأحد اطرافها كضحية لابتزاز اخلاقي او مالي نتيجة الثقة المفرطة بالطرف الآخر الذي يستغل هذه الصداقة بطريقة بشعة خالية من الذوق والانسانية.

لذلك يجب الحذر والانتباه عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتكوين صداقات مع افراد لا نعرفهم اذ يجب اختبار هؤلاء الاصدقاء ومعرفة نواياهم لنقرر بعدها، اما إدامة هذه الصداقات او الغائها طلبا للسلامة وتجنبا للمشكلات.

وأجابنا الأستاذ (توفيق غالب)، إعلامي، بالقول:

بالفعل أن هناك من تجدهم يكونون صداقات وعلاقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض منها تكون علاقات متينة جدا وهو امر حسن، ولكن لابد على من يريد تكوين هذه العلاقات أن تكون لديه معرفة تامة بمن يريد أن يقوي ويتواصل مع صديق التواصل الاجتماعي وخاصة أن شبكات التواصل الاجتماعي اصبحت عالما حقيقيا وليس افتراضيا، ونلاحظ من خلال السنوات الماضية كيف كان هناك كسب للشباب من قبل حركات متطرفة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما اشارت اليه التقارير الدولية والمحلية، وهنا لابد أن تكون هناك متابعة مستمرة وخاصة للشباب الذين لا يمتلكون خبرة عالم التطور التكنلوجي او المعرفي، ومن ناحية اخرى اجد أن مواقع التواصل الاجتماعي بها وفيها فائدة لمن يعرف كيف يمكن استثمارها.

وتوجهنا بالسؤال إلى الأستاذ (غزوان المؤنس)، كاتب صحفي، فأجابنا قائلا:

الفضاء الواسع الذي خلقة الإنترنت للتعرف على العالم الخارجي، وتجاوزه الحواجز الطبيعية وقيود الدول، أصبح من السهولة التعرف على أصدقاء جدد، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذا المجال، حيث أصبحت تلك المواقع تخلق عالما افتراضيا، يسمح للشخص التعرف على أصدقاء يختلفون معه في بعض الأحيان بالدين والقومية والدولة، وإن هذا الانفتاح على العالم الخارجي وخلق بيئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي وتكوين أصدقاء والايجابيات الكثيرة الأخرى، لا تخلو من الإضرار التي تصيب الفرد المستخدم لتلك المواقع الافتراضية، من خلال فقدان بعض الأصدقاء أو المشاكل التي تحصل بينهم والتي تؤدي إلى الزعل وإنهاء تلك الصداقة، ولكون هذا العالم الافتراضي لم يكشف عن الوجه الحقيقي للأصدقاء، وربما تكتشف بعد مدة من الزمن، أن ذلك الشخص يتظاهر بالحسن والشرف والخلق الرفيع، ولكن حقيقة الشخص تختلف في الطبيعة لكونه اتخذ من تلك المواقع غطاء له، وفي بعض الأحيان الاختلاف السياسي والرؤى الدينية والقومية تختلف بين الأصدقاء تصل إلى درجة التصادم بينهم كونهم يفتقدون إلى ثقافة الحوار المبني على احترام وجهة النظر.

وأخيرا التقينا الدكتور (خليل الخفاجي)، دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، فأجابنا بالقول:

التواصل الاجتماعي وسيلة اعلامية مهمة للتعارف بين الاصدقاء وبحث قضايا مهمة قد تكون مشكلة او قضية اجتماعية او سياسية، خاصة وأن العراق لديه شعب مثقف سياسيا بامتياز نتيجة ظروف العراق السياسية التي يمر بها، ولذلك اصبح النشاط عن طريق التواصل مهما لبيان رأى او لوضع حل لمشكلة او لنشر اعلان وغيرها، لذا فان اغلب الشباب يعملون كروبات ثقافية او سياسية وغيرها سيما وأن هذه الحلقات قد تزيد العلاقات بين الشباب وتحريكهم اعلاميا سلبا او ايجابا في بعض الاحيان، واعطاء مساحة واسعة للنشاط الثقافي وزيادة اواصر الصداقة بينهم، لذا فانه من الضروري أن تقام هكذا علاقات بين الشباب وتشحذ هممهم نحو المستقبل، وكذلك فانه اصبح ضروريا لجمع وتحريك الشباب والتواصل بينهم واقامة علاقات طيبة وهو محرك جيد أن احسن استخدامه، وفي بعض الاحيان يعمل على توحيد الجهود لفضح سياسات البلد والاخذ بيد الصالح منها، وانه من نتيجة التواصل سعت بعض الحكومات الى غلقة في بعض الاحيان لأنه يهاجم الدولة ويفضح سياساتها، وقد يزيد تحريك الشباب وتوحيد جهودهم نحو الوحدة، وقد يتعلق بعض الشباب بإقامة علاقات جيدة احيانا تؤدي بعض الاحيان الى الزواج او الصداقة الحميمة، ولا يستطيع اي واحد منهم أن يتحرك الا عن طريق تواصلهم، وفي بعض الاحيان تحدث مشاكل ايضا نتيجة الاستخدام السيئ لهذه الشبكة، لذا فان الاستخدام المفرط، ايضا قد يؤدي الى خصومات والى مشاكل كثيرة يصعب حلها احيانا، وفي احيان اخرى نجد الحصول على صديق وفي لا تستطيع أن تفارقه ليوم واحد لما له من اثر طيب في نفوس الاخرين، وهناك ايضا اشخاص تحذرهم نتيجة سوء الفهم او التصرفات الأخلاقية من فئة قلية احيانا واكثر ما نجد ذلك لدى المراهقين وبعض الشباب، عموما الاستخدام المفرط قد يصيب او يفشل احيانا والتواصل جيد أن احسن استخدامه وممكن أن تحصل على صديق لا يمكن ان تفارقه.

*نقلاً عن النبأ