وثيقة: السيد السيستاني يرد على «بي بي سي» حول «تجارة الجنس»

نشر الموقع الرسمي لمكتب المرجع الأعلى للشيعة، السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، رسالة تضمنت رداً على سؤال وجهته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن زواج المتعة.

وكانت بي بي سي قد عرضت في الـ ٨ أكتوبر/ تشرين الأول تقريراً استقصائياً تحت عنوان "تجارة الجنس السرية في العراق" زعمت فيه وجود مكاتب علنية لزواج المتعة، وهو على عكس طبيعة المجتمع العراقي المحافظ، وفقاً لمراقبين ومختصين.

وبحسب صحفيين وإعلاميين، فإن تقرير بي بي سي يستند إلى معلومات غير دقيقة، ولا يحتوي على أي أدلة تثبت وجود هذه الظاهرة ورعايتها من قبل رجال دين كما تزعم المحطة البريطانية.

ومحور التقرير شخصية مجهولة تدعى "سيد رعد" يرتدي الزي العربي، وزعمت بي بي سي أنه رجل دين يجري عقود لما يعرف بـ "زواج المتعة".

الصورة الرئيسية

وفي ما يلي النص الكامل للرسالة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ج ١: إن هذه الممارسات إن كان لها واقع كما ذكرتم فهي مدانة ومستنكرة بكل تأكيد، ومن هو من أتباع

المرجعية الدينية حقا لا يقوم بها، والزواج الموقت الذي يجوز في مذهب الأمامية ـ وكذلك ما يشبهه من

الزواج الدائم المبني على اسقاط الحقوق الزوجية عدا حق المضاجعة - لا يسوغ أن يتخذ وسيلة للمتاجرة

بالجنس بالطريقة المذكورة التي تمتهن كرامة المرأة وانسانيتها، ولا يتبعها الا ضعاف النفوس الذين لا

يتورعون عن استغلال الدين وسيلة للوصول الى اهدافهم غير المشروعة.

ان الدين الاسلامي الحنيف ولاسيما على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) يعتني بقيم العفاف والاحتشام

والمحافظة على كرامة كل من الرجل والمرأة على حد سواء، ويهتم بصيائة الاسرة والمحافظة عليها كنواة

أساسية لسلامة المجتمع، مع عدم إغفاله تأمين الحاجات الطبيعية للإنسان، ولا يجوز ان يستغل اي تشريع

ديني بما ينافي هذه الأهداف العالية والقيم الأساسية.

ومن هنا يتعين على السلطات المعنية اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة عن هذه التصرفات المشينة

أينما كانت، ولكن الملاحظ - للأسف ـ أن ضعف هيبة القانون في البلد فسح المجال امام البعض للقيام بالعديد

من الممارسات غير المشروعة، حتى بلغت انشاء بيوت ادعارة والترويج لها!!

٢: هذا مدان أيضا، ويجري عليه ما تقدم في أعلاه. ونؤكد على ضرورة أن تلاحق السلطات المعنية

من يظهر في زي رجال الدين ويمارس هذه الافعال ويروج لممارسات لها تبعات بالغة السوء على المجتمع

وموقع الدين في نفوس الناس.

ج ٢: كان زواج الصغار ـ أي زواج غير البالغة من غير البالغ - أمرأ متداولا في العديد من المجتمعات

الشرقية الى وقت قريب، ومن هنا تضمنت الرسالة الفتوائية في طبعاتها السابقة بعض احكامه، ولكن لوحظ

انحساره في الزمن الراهن فتم حذف جانب منه من الطبعات الأخيرة، وما نريد التأكيد عليه هو: أنه ليس

لولي الفتاة تزويجها الا وفقا لمصلحتها، ولا مصلحة لها غالبا في الزواج الا بعد بلوغها النضج الجسمي

والاستعداد النفسي للممارسة الجنسية، كما لا مصلحة لها في الزواج خلافا ".