الإعلام المنحرف.. في الماضي والحاضر

حينما كان المصلحون الاجتماعيون وفي مقدّمتهم الأنبياء (ع) يتحدثون إلى الناس لينفعوهم لأمر دنياهم وأُخراهم كان بعض الناس - وخصوصاً زعماء الفساد - ممن يتضررون من تلك الأحاديث يخلقون حالةً من الضوضاء كي يمنعوا الناس من سماع أحاديث الأنبياء والمصلحين!! بتحريك الإعلام المموّل عن طريق القنوات المتاحة آنذاك.

وهذا المعنى يشهد به التأريخ على طول الخط، وكذلك القرآن الكريم، قال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ) الأنفال ٣٦

والسبب لذلك واضح.. لأن وعي الناس سيعود بالضرر على أرباب الفساد العقائدي والأخلاقي والمالي والسياسي.

واليوم نرى الأمرَ نفسه يتكرر مع خطابات المرجعية! (مع حفظ مقام الأنبياء فإنّ المعصوم لا يقاس به أحد مع الاتحاد في أصل المنهج)

فأنتم تلاحظون أنّ أغلب الخطابات التي تصدر عن المرجعية، سواء من مكتبها في النجف الأشرف أو من منبر جمعة كربلاء تعقبها ضجّة إعلامية مختَلقة محاولةً تضييع أصل الموضوع في الخطاب! مستغلين لذلك المواقع المموّلة والبسطاء من الناس الذين ينساقون مع كل صيحة، وكذلك من في قلوبهم مرض من اللادينيين وأتباع الفاسدين والحركات الدينية المنحرفة الذين اجتمعوا على بغض الحقّ وأهله.

سواءٌ كان الخطاب يعالج موضوعاً اجتماعياً أو أخلاقياً أو فيه مطالب سياسية تعود بالنفع إلى الناس.

وهذا الأسلوب وإن كان فيه نسبة نجاح بتغرير بعض من لا حظّ لهم من التثبّت والوعي إلا أنه سرعان ما ينكشف كما ذكرت الآية المباركة (ثمّ تكون عليهم حسرةً ثمّ يُغلبون). ولكن العجيب في الأمر أنّ بعض الناس مع اكتشافهم بأنفسهم كذب وتدليس هذه الجهات فإنهم مستمرون في تصديق أكاذيبها.

ومن تلك الأساليب القديمة والمستخدمة اليوم أيضاً:

تحريف الكلام، قال تعالى: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) النساء ٤٦.

الاستهزاء قال تعالى (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) الأنعام ١٠

الاتهامات، قال تعالى: (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) الذاريات ٥٢

التخوين قال تعالى: (وقال الملَؤا الذين كفروا من قومه ماهذا الا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضّل عليكم) المؤمنون ٢٤.

وقال: (وقال الملأ من قوم فرعون أتذرُ موسى وقومَه ليُفسدوا في الأرض) الأعراف ١٢٧.

وغير ذلك الكثير من الأساليب التي يراد منها الحيلولة بين المصلحين الحقيقيين والناس.

والله تعالى هو الهادي.