عظمة النَّبي (ص) وعاقبة الشيخ المهدي!

في قوله تعالى "عَبَسَ وَتَوَلَّى أن جَاءَهُ الأَعْمَى" ذهب عامَّة مفسري العامَّة ومحدّثوهم أنَّ العابس هو النَّبي - صلى الله عليه وآله - وهو مخالفٌ لوصفه في القرآن الكريم بأنَّه - صلى الله عليه وآله - على خُلُقٍ عظيم -

وذهب عامَّة مفسري الخاصَّة إلَّا من شذَّ منهم إلى أن العابس غيره - صلى الله عليه وآله - وهو في روايةٍ عن الإمام الصادق - عليه السلام - عثمان بن عفان.

يروى أنَّ شيخاً أزهريَّاً كان بمصر أيام الملك فاروق، وكان يتملَّق له ويتزلَّف حتى ترقَّى به الحالُ إلى  أن صار إمام مسجد الملك فاروق في القاهرة.

ولمَّا عاد طه حسين من فرنسا ومعه الدكتوراه في اللغة العربية أعلن الملك فاروقٌ عن حفلٍ بهذه المناسبة، 

وحين دخل طه حسين على الملك قام له الملكُ مستقبلاً ومعانقاً له فقال الشيخ المتملّق مُعرِّضاً بالنَّبي - صلى الله عليه وآله - ومادحاً الملك: يا أهل مصر! هذا ملككم الذي ما عبس في وجه الأعمى ولا تولَّى!!

فقام محمد شاكر والد المحدّث أحمد شاكر وكان وكيل مشيخة الأزهر وقال للملك: إن الشيخ المهدي كافرٌ لأنَّه استخفَّ بمقام النَّبيّ - صلى الله عليه وآله!

ثم كان عاقبة الشيخ المهدي بعد طرده من وظيفة الإمامة في القصر أعمى يتسوَّلُ على أبواب المساجد.

أقول: طريفٌ تكفير محمد شاكر الشيخ المهدي لإهانته مقام النبوَّة حيث عرَّض به - صلى الله عليه وآله - أنَّه عبس في وجه الأعمى،

واطرف منه عدم تكفير القائلين بعبوسه صلى الله عليه وآله وهم الجمع الغفير من علمائهم لمَّا مرُّوا على تلك الآية الشريفة.