المطربون يعيشون في تعاسة: ما هو تأثير الغناء على القلب والبيت؟!

إن البیوت التي یُتلی فیها کتاب الله عزوجل بيوت مبارکة وتضيئ لأهل السماوات کما تضيئ النجوم لأهل الأرض.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وعكس القرآن الكریم هنالك ما یجعل الأمر في جهة مخالفة وهو استماع الغناء فهناك بيت يستمع فيه إلى الغناء.

مشكلة الغناء هذه الأيام مشكلة عویصة، في الأزمنة الغابرة أيام الدولة العباسیة والأمویة مجلس الغناء کان تقریبا مختص بالملوك والسلاطین، وكان یحتاج إلی مغنٍ أو مغنیة وإلی أدوات الغناء، ولكن في هذه الأيام الإنسان بكبسة زر یسمع أرقى أنواع الغناء المطرب وهذه واحدة من مصائبنا في هذا العصر.

سنأخذكم إلى جولة في النصوص الشریفة وخیر الحدیث ما کان مستنداً إلی الكتاب والسنة:

ما هي خاصية البيت الذي فيه الغناء؟ طبعا هذا البیت عكس البیت الذي یُتلی فیه القرآن، هذا البیت بیت الغناء لا تُؤمن فیه الفجیعة؛ بعض المصائب الكبری اتفاقا یتفق بعض بیوت المؤمنین تُرتكب فیها مخالفه، مجلس عرس الإنسان مثلاً ینسی فیه کل القواعد الشرعیة في لیلة من اللیالي کما یقال البعض یبیع دینه علی أي شيء.. تری هذا البیت الذي اُقیم فیه الغناء هذا البیت یحترق لا یخرج منه إلا الخلاف والفتنه.

رب العالمین لا یبارك في هذا المنزل، لا تؤمن فیه الفجیعة، ولا تُجاب فیه الدعوة أي دعوة تُستجاب في بیت اُنتهك فیه محارم الله فالحرام حرام إن کان قتل نفس أو استماع إلی غناء، نعم  من استمع الغناء لم یسرق ولم یقتل ولكن انتهك حدود الله عزوجل.

كذلك هذا البيت لا یدخله ملك الملائكة مجودات رقیقة موجودات نوریة وحاشا الملائكة أن تدخل مثل هذه البیوت التي فیها الغناء، وهذا نص أعتقد هذا یكفي لردع إنسان عن ذلك، طبعا بعض الناس بعض المؤمنین من رواد المساجد ملتزمون بحمدالله ولكن یطلقون العنان لأولادهم بدعوة أنه لا سلطان لي علیهم! لكنه واقعاً هو الذي جلب الجهاز الذي يستمع فيه إلى الغناء، هو الذي اشترى الأدوات هو الذي مكن ولده کما یقال من هذه الخطوط التي هي في طریق الشیطان وبعد ذلك تقول لا سلطان لي علیهم هذه مشكلة کبیرة، فالإنسان محاسب علی ما یشتریه لعائلته، اذاً هذه أيضا نقطة في هذا المجال.

هناك رواية جمیلة تذکروها عندما ترون إنسان یسوق دابته وهو یستمع للغناء المزعج واقعا هؤلاء البعض کما یقال غیر حضاریین ناس متخلفین أنت الآن مغرم بالغناء ما لك والآخرین؟ عملیة مرفوضة حتی کما یقال قانونیاً، المهم هذا الإنسان ینطبق علیه هذا الحدیث اما یستحي أحدکم أن يغني علی دابته وهي تسبح؟ الآن الدابة تارة حیوان یمشي وتارة حدید یمشي وإن من شيء الا یسبح بحمده هذا الحدید یسبح وهذا الراکب لهذا الحدید یغني أو یسمع الغناء یقول أما یستحي أحدکم أن یغني علی دابته وهي تسبح؟

الآن ما هو حكم المغني أو المغنیة طبعا هذه الأوتار الصوتية تغني وتغرد إلی فترة زمنیة بعد فترة هذا یأتي علیه الشیخوخة وکبر السن لا یبقَ الا الوزر هؤلاء المطربین والمطربات في أواخر حیاتهم یعیشون الأسی والتعاسة کما یقال المغنیة ملعونة ومن آواها، إیاك أن تجلب مغنیة علی حسابك فهي ملعونة ومن آواها وأکل کسبها، قد یكون الإنسان لیس بمغني ولكن ییسر طریق هؤلاء وأکل کسبها.

النبي صلی الله علیه وآله وسلم علی ما یُروی أيضا له موقف، فهذا الغناء لم یكن في زماننا فقط، بل هو منذ قدیم الازمان.

النبي صلی الله علیه وآله وسلم طبعا أحد الصحابة یقول سمع مزماراً فوضع إصبعیه علی اُذنیه ونأی عن الطریق ابتعد عن الطریق وقال لي هل تسمع شیئاً؟ یعني صوت المزمار انتهی؟ فقلت لا -أي انتهى صوت المزمار- فرفع إصبعیه عن أذنیه، وقال کنت مع النبي صلی الله علیه وآله فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا.

النبي وضع الیدین في الاُذنین لئلا یسمع ذلك، طبعا هناك طریقة أخری وهو صرف الذهن عن الغناء الآن سد الاُذن بلا شك لهو الطریق الأکمل لعل بعض الفقهاء یقول اذا لم یمكن سد الاُذنین هنا یأتي دور السماع فقد یجوز مطلقا حتی مع امكان سد الاُذنین لیس الكلام عن الفتاوی السماع لا الاستماع أن لا تصغي لقول هذا المطرب المغني کما یقال.

ما هو أثر الغناء في القلب؟

هناك روایة البعض لا یعلم تفسیرها جیدا نفسرها بأدن الله؛ الغناء یجعل الانسان یعیش عوالم خیالیة شاب یعشق فتاة فإذا یئس منها من الممكن أن ینتهي ولكن معروف أن أهل الغرام وأهل الفجور الغناء معهم، الغناء والزنی وهذه المحرمات کما في روایة الغناء رُقیة الزنی؛ الزنی مع الغناء تقريبا متلازمان الغناء یجعل الإنسان یعیش في عالم خیالي یسبح في عالم الوهم هو عاشق ومفلس لا یمكنه الوصول إلی من یرید ولكن الغناء یجعله یعیش أجواء شاعریة کما یقال وكأن الأمور کلها میسرة له في هذا المجال.

وبعبارة أخری یثیر فیه الأجواء الشهویة هذه من خواص الغناء.

من أين نعلم قد یستفاد من هذا الحدیث الشریف؟ إیاکم واستماع المعازف والغناء فإنهما ینبتان النفاق في القلب کما یُنبت الماء البقل (کیف الماء ینبت الخضروات) ینبت الغناء یعني هو مؤمن أمام الناس یصلي ویصوم ولكن یعیش في قلبه عوالم شهویة عوالم باطلة هذا هو النفاق یُظهر خلاف ما یبطنه، اجارنا الله وایاکم من سیئات انفسنا وشرور انفسنا.