هل كثرة الكفار تدل على فشل الإسلام؟!

هناك سؤال عقائدي مطروح من قبل البعض، مفاده: لو جاء أحد وبنى مشروعًا تعليميًا وتدريبيًا (جامعة) لتهيئة عمالة ذات كفاءة لعمارة البلد، فإذا تبين أن 80% من الطلبة لم يتخرجوا من هذه الجامعة، ألا ترى أن هناك خللًا فيها سواء من المدرسين أو النظام التعليمي أو غير ذلك؟ وهذا يعني أن مثل هذا المشروع فاشل من نظرة علمية وعقلائية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

السؤال: إذا كان الهدف من خلق البشر هو عبادة الله عز وجل -كما هو مفاد قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}- فلم نرى أكثرهم لا يبلغ هدفه؟ بل نرى في عدة آيات ذم الخالق تعالى للكثرة في القرآن، من قبيل:

﴿وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ﴾

﴿فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لَا يَسمَعُونَ﴾

﴿وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ﴾

﴿وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ﴾

 ﴿فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً﴾

فهذا يعني هناك خلل إما في نظام الخلق أو في الإنسان أو في التبليغ والرسالة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

الجواب: حاصل ما يمكن أن يقال في الجواب عن الإشكال المذكور: إن الغاية المذكورة في الآية الشريفة (إلا ليعبدون) لا يوجد في الآية – أو خارجها – ما يدل على أنها غاية خلق الأفراد، بل الظاهر من لسان الآية أنها غاية خلق النوع، وبهذا يندفع الإشكال من أساسه؛ إذ أنه يبتني على أن الغاية من خلق كل فرد فرد بنحو العموم الاستغراقي هي العبادة، فينتقض ذلك بأن أكثر الخلق لا يعبدون، ولكن إذا بنينا على أن العبادة هي غاية خلق النوع بنحو العموم المجموعي، فهي متحققة ولو بعبادة البعض، من غير أن يكون هنالك خلل في النظام أو واضعه أو كيفية تبليغه.