كلمة الحقّ التي أريد بها «البزنس».. عن حفلات الغناء والرقص!

سنة 2007م، وفي ولاية تكساس الأمريكية- عزم أحدُ رجال الأعمال على افتتاح حانة خمور(أجلكم الله) بجوار الكنيسة: جنباً إلى جنب!.. فاعترض رجال الكنيسة على ذلك-وهو أمرٌ مفهوم وطبيعي- وكان أمامهم طريقان للتعبير عن الرفض: قانوني، وغيبي.

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لم يفلح رجال الكنيسة بتقويض حانة الخمور قانونيّاً في بلاد العم سام، فسلكوا طريق الصلاة والدعاء يومياً؛ كي يهدم الله الحانة على رأس صاحبها !، وفعلاً: حدث ما كانوا يطلبوه، فقد هبّتْ ريح عاتية أتت على بنيات الخمر لتصيره أنقاضاً.!، فاحتفلتْ الكنيسة، ودقت أجراسها فرحاً باستجابة الربّ. 

أغاض فعلُهم هذا صاحبَ الحانة ليرفع شكوى لدى المحكمة عليهم مع مطالبة بالتعويض؛ لأنّ ما حدث لحانته كان بفعل تأثير دعاء الكنيسة..فردّتْ الكنيسة أمام القاضي: بأنّ الدعاء والصلاة ليس لهما أيّ أثر على الواقع!!

نظر القاضي لأقوال المتخاصمين وقال: لا أدري كيف سأحكم في هذه القضيّة الغريبة التي يبدو فيها الخمّار مؤمناً بتأثير الدعاء، فيما تخلّى المؤمنون عن إيمانهم بتأثير الدعاء والصلاة؟!

ربطاً بالحكاية، أتسائل: أين ذهبت الحملات الإعلامية، والمظاهرات الاحتجاجيّة التي كانت تشنّ ضد أماكن بيع الخمور، ومظاهر الفجور والمجون وحفلات الرقص والعريّ في بغداد الآن؟! ولماذا لا نسمع لها في هذا الوقت حسيساً ولا نجوى؟!، 

الجواب عن هذا السؤال كفيلٌ بالكشف عن سرّ عدم تفاعل العديد من المؤمنين الواعين (غير الحزبيين) مع الحملات الإعلاميّة في فترات سابقة؛ وهو كالآتي:

إنّ هذه الحملات من أبرز مصاديق: (الحقّ الذي أُريد به باطل)، وإلا فليس هناك مؤمنٌ ملتزم بشريعة دينه لا يتعاطى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلاً عن أنّه من أقوى أسلحتنا اليوم ضد التيّارات العلمانيّة، والانحلالية في البلد، وإنّما الكلام هنا عمّن يتعامل مع هذه الوظيفة الشرعيّة على أنّها (بزنس) وأداة تسقيط لطرف سياسي على حساب طرف آخر.

وأدلّ دليل على ما أقول هو ما يجري في بغداد الآن، في الوقت الذي تمثّل(الأحزاب الإسلاميّة) الأغلبية داخل السلطتين: التشريعية والتنفيذيّة، وإلا فليثبتوا لنا إيمانهم بشعاراتهم، وصدق انتمائهم لدينهم بإيقاف حفلات الغناء والرقص الآن وليس غداً، لكنّهم لم يفعلوها من قبل، ولن يفعلوها؛ لأنّنا قد خبرناهم: حين يجري الحقّ على أيديهم أو تخرج كلمة الحق من ألسنتهم فلا يجري لله، إنّما هو من الحقّ الذي أريد به المتاجرة !