لهذه الأسباب.. شرّع الإسلام الحجاب

1ـ إن الغريزة الجنسية، أقوى الغرائز في الإنسان وأكثرها عمقاً، وكانت عبر التأريخ السبب في أحداث دامية وإجرامية مرعبة حتى قيل: إن وراء كل حادثة مهمة امرأة.

فتعرّي النساء وما يرافقه من تجميل وتبرّج وما شاكل ذلك يحرّك الرجال ـ خاصة الشباب ـ ويحطّم أعصابهم وتراهم قد غلب عليهم الهياج العصبي. وأحياناً يكون ذلك مصدراً للأمراض النفسية، فأعصاب الإنسان محدودة التحمل وهو لا يتمكن من الاستمرار في حالة الهيجان.

وينسب إلى أحد أطباء علم النفس: \أن هذه الحالة سبب للأمراض النفسية\. بينما يريد الإسلام للرجال المسلمين والنساء المسلمات نفساً مطمئنة وأعصاباً سليمة ونظراً وسمعاً طاهرين.

2-تبين إحصاءات موثقة ارتفاع نسب الطلاق وتفكك الأسرة في العالم بسبب زيادة التعري، لأن الناس أتباع الهوى غالباً وهكذا يتحول حب الرجل من امرأة إلى أخرى كل يوم بل كل ساعة.

فسوق التعرّي والحرية الجنسية يعتبر المرأة سلعة تباع وتشترى أو في أقل تقدير موضع نظر وسمع الرجال، عندها يفقد عقد الزواج حرمته وتنهار أسس الأسرة بسرعة؛ كانهيار بيت العنكبوت. ويتحمل الأبناء أعباء هذه المصيبة بعد أن يفقدوا أولياءهم ويفقدوا حنان الأسرة.

أما في البيئة التي يسودها الحجاب (والتعاليم الإسلامية الأخرى) فالعلاقة وثيقة بين الزوج وزوجته ومشاعرهما وحبهما مشترك.

3- إن لقضية ابتذال المرأة وسقوط شخصيتها في المجتمع الغربي دلالة واضحة لا تحتاج إلى أرقام، فعندما يرغب المجتمع في تعري المرأة ليتبعه اعتياد التجميل الفاضح والانحدار السلوكي وسقوط شخصية المرأة في مجتمع يركز على جاذبيتها الجنسية، ليجعلها وسيلة إعلامية يروج بها لبيع سلعة أو لكسب سائح.

وهذا السقوط يفقدها كل قيمتها الإنسانية، إذ يصبح شبابها وجمالها وكأنه المصدر الوحيد لفخرها ومكانتها، فلا يبقى لها من إنسانيتها سوى أنها أداة لإشباع شهوات الآخرين الوحوش الكاسرة في صور البشر.

ومن المؤسف كيف تلعب المرأة دوراً سلبياً باسم الفن، وتشتهر وتكسب المال الوفير وتنحط إلى حد الابتذال في المجتمع ليرحب بها مسيّرو هذا المجتمع المنحط خلقياً في المهرجانات والحفلات الساهرة وغيرها من مظاهر الفساد والانحراف.

4- انتشار الفحشاء وازدياد الأبناء غير الشرعيين، يعتبران من أنكى نتائج إلغاء الحجاب وكما نرى ولا حاجة إلى إحصائية بهذا الصدد. فشواهدها ظاهرة في المجتمع الغربي وواضحة بدرجة لا تحتاج إلى بيان.

حتى أن علماء الغرب حذروا المسؤولين من مغبة هذا الوضع بسبب الخطر الذي أوجده هؤلاء الأبناء لأمن المجتمع فقد وجدوا أنهم يمثلون القسم الأعظم من ملفات القضايا الخاصة بالجرائم. ومن هنا ندرك أهمية هذه القضية، وأنها كارثة حتى للذين لا يؤمنون بدين ولا يهتمون بأخلاق.

5- كثرة الأمراض الجنسية التي تعصف بالمجتمع الإنساني نتيجة الممارسات المحرمة. وهذا ما يكلّف الدول والمجتمعات كثيراً من المال والجهد ونحوها. وهذا عامل اقتصادي، حيث تذهب كثير من الطاقات والأموال لعلاج الأمراض الجنسية، وبالتالي يتعرض النوع الإنساني للتشوّهات الخلقية.

*مقتطف من كتاب \التبرّج والسفور وانعكاسهما على الفرد والمجتمع\ صادر عن شعبة البحوث والدراسات في قسم الشؤون الدينية – العتبة الحسينية المقدسة