هوس جنسيّ ودعارة قانونية: كيف يتزوّج الملحد؟!

من لا يدينُ لله بدين الحقّ لابدّ أن يكون تابعاً لأهوائهِ وشهواته، أو كما عبّر دوستويفسكي بقوله: "إذا لم يكن الإله موجوداً فكل شيء مباح".

ثم يأتي الباحث الأميركي اللا أدري ديفيد برلنسكي شارحاً ذلك بقوله: "فإذا لم تكن الواجبات الأخلاقية مأمورة بإرادة الله، ولم تكن في الوقت ذاته مطلقة، فإنّ (ما ينبغي أن يكون) هو ببساطة ما يقرّره الرجال والنساء. لا يوجد مصدرٌ آخرُ للحكم. هل هذه إلا طريقة أخرى للقول بأنه طالما أنّ الإله غير موجود، فكلّ شيء مباح؟".

وفي نفس الإطار يرى الملحدُ الأستراليّ وأستاذ الفلسفةِ الأخلاقيةِ بيتر سنجر أنّ ممارسة البشر للجنس مع الحيوانات والبهائم طالما لا تتضمّنُ أذيّة من أيّ نوع للحيوان هو أمرٌ طبيعي ومقبولٌ في إطار حميمية العلاقة بين الحيوانات والإنسان، وبالنسبة إليه: "فلا خطأ في ذلك على الإطلاق، بل إنه أمرٌ محمود طالما يؤدي إلى استمتاع الطرفين: الحيوان والإنسان"!

وعليه فمن المستحيل أن تكون هناك قيمٌ أخلاقية دون الإيمان بإلهٍ له دين يجبُ الالتزام به، وهذا ما تنبّهَ إليه الكثير من فلاسفة الإلحاد، فالفيلسوفُ الوجودي جون بول سارتر الذي دافع عن الإلحاد بشراسة نجدهُ يضطر للقول: "يجد الوجودي حرجاً بالغاً في ألّا يكون الله موجوداً، لأنه بعدم وجوده تنعدم كلّ إمكانية للعثور على قيم في عالم واضح. لا يمكن أن يكون هناك خير بدهي؛ لأنّه لا يوجد وعي لانهائي وكامل من الممكن التفكير فيه. لم يُكتب في أيّ مكان أنّ الخير موجود، ولا أنّ على المرء أن يكون صادقاً أو ألّا يكذب".

وهو الأمر ذاته الذي جعل ريتشارد دوكنز يتسقُ مع إلحادهِ ويلتزم بلا مبالاته، فيقول مقرّاً باستحالة الأخلاق: "في هذا العالم لا يوجد شر ولا يوجد خير، لا يوجد سوى لامبالاة عمياء وعديمة الرحمة".

ويقول أيضاً: "إنّه من العسير جدًا الدفاع عن الأخلاق المطلقة على أسس غير دينية".

فيا معشرَ اللا دينيين ليس الأمرُ مجرّدَ اتهامكم بالسّعار الجنسي، وإنما هو أتجاهٌ تقفُ خلفه فلسفةٌ لا أخلاقيةٌ من الأساس، فمن لم يتخذ الله لهُ ربّاً لابدّ أن يتخذ من نفسه صنماً، قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، والأمرُ الذي لا يمكن فهمهُ هو محاكمةُ اللا ديني لغيره أخلاقيّاً، فكيف جاز له ذلك وهو لا يرى للإنسان مرجعاً لأفعاله غير ما تمليهِ شهواته وأهواءه؟ وكلّ ما نتمنّاهُ من صاحب هذا الكلام أن يعود إلينا ليقدّمَ لنا تبريراً أخلاقياً يدينُ فيه السّعارَ الجنسي من وحي عقيدته اللا دينية؛ بل من حقنا أن نسألَ هل في اللا دين شيء اسمهُ زواجٌ يجمعُ بين المرأة والرجل؟ وإن كان موجوداً ما هي الحاجة إليه وما هو المرجعُ الذي يستند عليه؟ وكيف يفرّقُ بين السّعارَ الجنسي وبين الممارسة الجنسية غير المسعورة؟ ومن ثم ما رأيهُ فيما نشهده اليوم من شذوذ جنسي يشرّعُ له قانونياً ودستورياً ويدرّسُ للأطفال في المدارس، وهل تقنينُ الدعارةِ في دول الغرب والأفلام الإباحية بجميع أنواعها أمرٌ محرّمٌ وسعارٌ جنسيٌ عند اللا دينيين؟

أمّا عندنا كمسلمين فالأمرُ واضح فكلّ ممارسةٍ جنسية ضمن حدود الشرع لا تعدّ سعاراً جنسياً، وكلّ ما جاء في مضمون كلامه من إساءاتٍ واتهامات للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا نؤمنُ به ولا نصدّقُ بحدوثها، فكلّ الأخبار والأحاديث التي تنزِلُ من قدرِ رسول الله تعدّ عندنا أحاديثَ موضوعةً ومكذوبة.

هامش: المقال رداً على السؤال: "يصموننا بأننا معشر اللا دينيين نعاني من السعار الجنسي وتناسوا أنّ هذا السعار هو عند من مارسهُ مع إحدى عشر زوجة غير السراري وملك اليمين ...هو عند من كان يطوف على زوجاته في ليلة واحدة وغسل واحد ..هو عند من يرى امرأة فيشتهيها فيترك على الفور أصحابه ويذهب إلى بيته ليفرغ شهوته في أي من زوجاته ثم يعود لأصحابه فيخبرهم عن هذا..هو عند من اعتاد على مص لسان نسائه وهو صائم ..هو من تخبرنا زوجته أنه أثناء حيضها كان يلف حول أعضائها خرقة ثم يستمتع بها بعضوه الذكري الذي هو املك الناس في استخدامه على رأيها..هو الذي اشتهى زوجة ابنه بالتبني فتنازل له عنها بعد أن قضى منها وطرا ..الهوس الجنسي تجده فيما وعد به محمد أصحابه في جنته من ٧٢ حورية غير وصيفاتهن ذوات أثداء مستديرة و بياض اللؤلؤ وغشاء بكارة يتجدد كلما انفض وكل هذا والغلمان يطوفون عليهم بكئوس الخمر".