متى نكون في طريق الحسين (ع)؟

جميل عودة إبراهيم

- الآراء الواردة في هذا المقال لا تمثل بالضرورة رأي موقع "الأئمة الإثني عشر".

ببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت ممن يبيع المخدرات والممنوعات، أو كنت ممن يتعاطها، أو كنت ممن يٌسهل نقلها بين الشباب والشابات المراهقين، فتشارك في قتلهم، وشل حركتهم، وتعطيل دورهم الاجتماعي، حتى لو تبرعت بأموالك كلها في محرم الحرام.

ولن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت تبيع المسكرات أو تتناولها. ولن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت تلعب القمار، وتتكسب من أموال الآخرين، وتبيض أموالا ليس لها منشأ، حتى لو بنيت موكبا كبيرا، وأنفقت عليه من مالك مالا كثيرا. ولن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت من أصحاب محال الدعارة، تشغل في محلك الفتيات القاصرات الهاربات من أهلن، وتجتذب أراذل الناس، حتى لو قررت أن تغلق محلك مؤقتا، خجلا من الحسين وأتباعه. فهذه الأعمال كلها لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

ببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت تحمل سلاحا، توجهه نحو الأبرياء والأطفال والنساء، لتنتقم من هذا الشخص أو ذاك الشخص، فتهاجم بأسلحتك الخفيفة والثقيلة العشائر، والقرى الآمنة، فتروع سكانها، وتهدم أبنيتها، وتخرب معالمها، وكأن القانون أنت، والحاكم أنت، ثم تنصب في طريق زوار الحسين المواكب والأعلام، وتجود بالمال، وتنحر الذبائح، فهذه الأعمال كلها لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

ببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت تكذب، وتفتري، وتتهم الناس، جهارا نهارا، من دون تروي، ومن دون دليل، فتشيع في المجتمع ظاهرة الكذب والافتراء على الآخرين، فتصور الحق باطلا، وتصور الباطل حقا، سواء أقمت ذلك بنفسك، أو استعملت وسائل التواصل الاجتماعي، أو كنت تمتلك قناة فضائية، حتى ولو نقلت مراسم عاشوراء على قناتك مباشرة. فهذه الأعمال كلها لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

ببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت تغش في معاملاتك التجارية والصناعية، وتبيع بالربا، وتأخذ أموال الناس ظلما وعدوانا، فتبرعك لأعمال الخير والبر في طريق الحسين لن يجعلك من أنصار الحسين، فتلك الأعمال عند الله هباء منثورا. وهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

وببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت موظفا في مؤسسة حكومية أو غير حكومية، فتقضي وقتك في أمور ليست من صميم عملك، وليست عمن تتقاضى عليه الأجر، وتتعامل مع المواطنين في مؤسستك كأنهم أعداء لك، فتتهرب من مسؤوليتك، وتأجل أعمالهم إلى أجل غير مسمى. وتتقاضى منهم أموالا غير قانونية، على سبيل الهدية، لقاء عمل قمت به هو من مسؤولياتك الوظيفية. ولن تكون على خط الحسين؛ حين تفضل بعض المواطنين على الآخرين، لا لسبب إلا لأنهم من معارفك أو أصدقاءك أو ممن أوصيت بهم. فهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك على خط الحسين (ع).

وببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت مسؤولا حكوميا، رفيع المستوى، رئيسا أم وزيرا أم مديرا، وأنت لا تهتم بشؤون الناس، ولا تخلص في عملك، ولا تنفذ ما وعدت به من خدمات ومشروعات وبرامج، ولا تراقب من هم دونك في المسؤولية، فالمحاسبة جزء من مسؤوليتك، كما أن التنفيذ جزء من مسؤوليتك.

ولن تكون في طريق الحسين؛ إذا وقعت عقدا أو اتفاقية أو برنامجا، يصب مجراه في جيبك، وجيب حزبك. ولن تكون في طريق الحسين عندما تأتي بأناس ليسوا قادرين على إحداث تغييرات واصلاحات في مؤسستك، وكأنك مثل الذي سبق لا يهش ولا ينش. فهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

ببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين، إذا كنت نائبا برلمانيا، تتهاون في مسؤولياتك، وتتقاعس عن واجباتك، وتتغيب عن مواعد جلسات المجلس، وتساوم الفاسدين، وتغض النظر عن فسادهم، مقابل حصة في مال أو منصب، توعد به لأحد أقرباءك أو أصدقاءك. فهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

وببساطة شديدة؛ لن تكون في طريق الحسين؛ إذا كنت رجل دين، ظاهرك غير باطنك، تقول ما لا تفعل، وتحلل لنفسك ما تحرمه على الآخرين، فتحلل حرام الله، وتحرم حلاله، وتحرض الناس بعضهم على بعض، وتأكل مال الأيتام ظلما وعدوانا، فهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

ولن تكون في طريق الحسين؛ وأنت تجلس في بيتك من دون عمل، تتكل على الآخرين في شرابك وطعامك ولباسك. ولن تكون في طريق الحسين؛ وأنت تسئ التصرف مع والدتك ووالدك فلا تؤدي حقهما، ومع زوجتك وأولادك فلا تنصفهم من نفسك، ومع جيرانك فلا تراعي حرمتهم. فهذه الأعمال لها طرق، وللحسين طريق، وإن تراءى لك ولغيرك أنك في طريق الحسين (ع).

نعم، لكي نكون في طريق الحسين، مع أصحاب الحسين، وأنصار الحسين، فعلينا جميعا، أن نطهر أنفسنا من رجس الذنوب بالاستغفار، والتوبة إلى الله، من كل ذنب ارتكبناه، وأن نعاهد الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام أن لا نكرر هذه الذنوب، ولا نظلم الآخرين، ونغمط حقوقهم، ما استطعنا لذلك سبيلا، وأن نصحح مسيرة حياتنا، فترك كل الطرق والدروب المنحرفة التي سلكناها، ونتجه جميعا نحو طريق الحسين، لأنه أقصر الطرق إلى صلاح ديننا ودنيانا والى رضوان الله عز وجل.

*نقلاً عن شبكة النبأ