كاسيات عاريات: ما أخبرنا به النبي أصبح واقعاً

البعض من النساء يرتدين الحجاب من دون اعتقاد بأنه فريضة إسلامية يتكفل بحفظ وصيانة العرض والشرف، ويضمن كرامة الأسرة وطهارة الفرد والمجتمع. بل يعتبرنه تقليداً عائلياً أو أمراً اجتماعياً، بل البعض يعتبرنه عبئاً على كاهلهن. وما هذا إلا بسبب ستر بعض أجسامهن وكشف البعض الآخر وتغطية جزء من الرأس وإبداء أجزاء أخرى.

ترتدي حجاباً يغطي رأسها وشعرها بينما تضع على وجهها مساحيق التجميل والألوان المغرية ترضي نفسها وتسخط الله تعالى. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أيّة امرأة تطيّبت ثمّ خرجت من بيتها، فهي تلُعن حتّى ترجع إلى بيتها متى رجعت"، ([1]).

وقال (صلى الله عليه وآله): (سَيَكُونُ آخَرَ أُمَّتِي نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رؤوسهن كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ العجاف، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ)([2]). وفي الحديث الشريف إشارة واضحة إلى ما يجري في زماننا هذا من كون بعض النساء (كاسيات عاريات)، فهي تستر شيئاً وتكشف آخر، تخفي جزءاً وتظهر جزءاً آخر. أما قوله (صلى الله عليه وآله): (عَلَى رؤوسهن كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ العجاف). (البخت العجاف): (البخت: أي النوق (جمع ناقة)، والعجاف: جمع عجفاء، أي الهزيلة. وقد بدأت هذه الحالة التي وصفها النبي (صلى الله عليه وآله) تظهر في مجتمعاتنا الإسلامية مع كل الأسف بشكل واضح وملموس. فترى المرأة تخرج من دارها وقد جمعت شعرها فوق رأسها بشكل يلفت الانتباه، ويجذب الناظرين، وكأنه سنام الناقة الهزيلة. ولا يكون الحجاب الذي تغطى به المرأة راسها مجدياً للنفع حينذاك، لما في فعلها المذكور من تبرج وجاذبية للرجال الأجانب يفضي إلى الافتتان وشيوع الفحشاء وسقوط القيم والمبادئ تدريجياً. يقول الشاعر: فتحجبي بنت العفاف ترفعا عن أعين الفساق في النظرات إن الحجاب وقاية الأعراض من سفه السفور وذلة اللذات

[ذات صلة]

فإن المرأة العفيفة الطاهرة تتجنّب الزينة والسفور وكل ما يجذب انتباه الرجال الأجانب، وكأنها الدرّ في كامن الصدف. بينما تجد أن المرأة المبتذلة الرخيصة تسعى لجذب الرجال الأجانب بوسائلها الشيطانية، اتباعاً للهوى وانقياداً للشيطان مضحية بأثمن وأعزّ ما تملك، وهو شرفها. فإن مسالة التبرّج لن تنتهي بنظر الرجال الأجانب أو تحرشهم بالمرأة السافرة أو المتزينة وما يتبعه من انحراف وانحطاط لأولئك الناظرين وخصوصاً الشباب، بل قد تتعداه إلى نتائج غير محمودة للفتاة والشاب والأهل.

*مقتطف من كتاب التبرّج والسفور وانعكاسهما على الفرد والمجتمع صادر عن شعبة البحوث والدراسات في قسم الشؤون الدينية – العتبة الحسينية المقدسة

________________________________________

([1]) مستدرك سفينة البحار: ج4. ([2]) كتاب التاج: ج3 كتاب اللباس ص 179و289.