إليكم أربع خطوات لتجنب كابوس الطلاق

في خضم المسؤوليات الملقاة على الزوجين وصعوبة العيش يغمر أغلب الأسر جو من التوتر وعدم التفاهم وغير ذلك من الأزمات، ولعله لا يخلو عش زوجي من أزمة ما ولو من حين لآخر، ولكن تتفاوت درجاتها من أسرة الى أخرى.

وهنا، في هذه المقالة، أود أن أقف على بعض الخطوات الكفيلة بحل بعض هذه الأزمات دفعا لتضخمها وتحرزا من هجمة كابوس الطلاق:

أولا: معرفة أسباب الأزمة

إن لمعرفة السبب دور للإمساك بخيط الوصول الى الحل، ومن دون كشفه لدى الطرفين يتعذر عليهما التشخيص وسيغيم عليهما التوتر المصعد للموقف، ومن ثَمَ ستُقتل لغة التفاهم بين الزوجين، ولا تُحمد عواقب الأمور.

قد يكون أحد الطرفين هو المسبب وقد يشتركان، ولكن المهم ان يقفا على منشأ الخلاف وعرض الحلول وألا يُكلف أحدُهما الآخر أكثر من طاقته تكلفةً مادية أو معنوية، بل لابد من التنازل لعبور الأزمة.

ثانيا: قبول الآخر

إذا عَلَتْ سماءَ الجو الأسري (لغةُ التفاهم) باتت تغمرها صورُ السعادة من كل جانب، فحينها سيقبل كلٌ من الطرفين الآخرَ على ما هو مع الالتزام بالثوابت الأسرية.

ولكي يسود هذا السلوك فلابد من معرفة الحقوق - المذكورة في محلها شرعا- الواجبة على كلا الطرفين كيما تهمش الثوابت بينمهما.

ثالثا: تجنب القاء اللوم

إن لتجنب ذكر الجزئيات السلبية -التي من شأنها ايقاظ التوتر والحدية- دور كبير في حل الأزمات عموما والأسرية خصوصا، بل التركيز عليها نوع من الاستفزاز.

فلذا من أبرز علامات الطرف المتقبل للحلول - أي الباحث عن الحل دون تضخيم الموقف - أن يكون بعيدا عن الملامة وذكر الجزئيات المصعدة  ومراعيا ليونة التعبير وهجر الخشونة والتنديد.

رابعا: تجنب سوء الظن من الطرفين

إن من أكثر المعاول التي تهدم صرح الأسرة وتضعضع أركانها هو سوء الظن، سواء كان من طرف واحد أو من كلا الطرفين.

ولا يخفى أن هذا الهوس من الأمراض النفسية التي ترمي بصاحبها الى حضيرة الخسران في الدنيا والآخرة، واستشراء هذا الداء يبدأ من اعطاء الفرص المتكررة للقوة المتخيلة عند الانسان لترسم له صورا لا واقع لها في الأغلب، بل لا يخلو هذا النمط - غالبا - من تدخل الشيطان بنفث مساوئ وهمية في المتلقي لها، فتعشعش أفكار سلبية تطحن كل الايجابيات المتبادلة بينهما، وحينها يصعب تلافي الأمور وإرجاعها الى نصابها.

وعلى طريق الحل، إليكم جملة من الإرشادات التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام في هذا الصدد، والتي نأمل أن يتبعها الزوجين:

خير النساء

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه واله) فَقَالَ: (إِنَّ خَيْرَ نِسَائِكُمُ : الْوَلُودُ الْوَدُودُ الْعَفِيفَةُ، الْعَزِيزَةُ فِي أَهْلِهَا، الذَّلِيلَةُ مَعَ بَعْلِهَا، الْمُتَبَرِّجَةُ مَعَ زَوْجِهَا، الْحَصَانُ عَلَى غَيْرِه، الَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَه وتُطِيعُ أَمْرَه، وإِذَا خَلَا بِهَا بَذَلَتْ لَه مَا يُرِيدُ مِنْهَا، ولَمْ تَبَذَّلْ كَتَبَذُّلِ الرَّجُلِ)الكافي: ج5 ص324.

التهيئة للزوجة

وعَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) اخْتَضَبَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ اخْتَضَبْتَ؟

فَقَالَ (عليه السلام) : نَعَمْ ، إِنَّ التَّهْيِئَةَ مِمَّا يَزِيدُ فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ ، وَلَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءُ الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَّ التَّهْيِئَةَ !!

ثُمَّ قَالَ : أَيَسُرُّكَ أَنْ تَرَاهَا عَلَى مَا تَرَاكَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ عَلَى غَيْرِ تَهْيِئَةٍ؟

قُلْتُ : لَا .

قَالَ : فَهُوَ ذَاكَ .

ثُمَّ قَالَ (عليه السلام): (مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ، التَّنَظُّفُ، وَالتَّطَيُّبُ، وَحَلْقُ الشَّعْرِ، وَكَثْرَةُ الطَّرُوقَة)الكافي ج : 5 ص : 567