أيها الشباب! قبل الوظيفة.. اكتشفوا وابحثوا ثم اعملوا

كل انسان منّا يمتلك طاقة، وهذه الطاقة إذا ما استثمرها استطاع ان يبني بها شخصية ومن خلالها يستطيع أن يبني مستقبله ومجتمعه أيضاً، فكل واحدٍ منّا ادّخره الله لأن يبني المجتمع الإنساني والحضارة، لذلك المفروض على كل إنسان أن يكتشف -كخطوة أولى-  طاقته قبل الدخول في التخصص، أو الحصول على الوظيفة لضمان الراتب الشهري أو المنصب.

الخطوة الأولى..

ذلك أن الذي يقودك إلى التخصص أو الوظيفة أو غيرها من سائر الامتيازات هي طاقتك التي لم تكتشفها بعد فهي التي سوف تقودك إلى العملقة والتفوق.

ومن هنا ينبغي أن يحاول كل إنسان الاشتغال باكتشاف هذه الطاقة من خلال دورانه على التخصصات المختلفة أو من خلال المطالعة والقراءة عنها على مواقع الانترنت، حيث يستشعر كل واحد مع أي تجاه يميل أكثر، ولا يعتمد دخول تخصص يرضي الأسرة أو الأصدقاء أو حتى يرضي هواه الشخصي، وإنما يدخل ذلك التخصص الذي يستثمر طاقته ويساعده على الابداع والعطاء، من هنا الخطوة الأولى.. اكتشف طاقتك.

ثم اعمل وابحث عن مكامن الابداع والإنتاج، يقول تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة - 105)، إذ المراد بالعمل بمراحله، فلا بد أولاً ان يعمل على اكتشاف الطاقة وثم العمل ثانياً بحثاً عن التخصص المناسب لطاقته ومن ثم يستثمر ثالثاً هذ التخصص في بناء المجتمع.

بناء المجتمع

هناك بعض التخصصات التي دخلها كثيرون وأصبحت مستهلكة، وهناك أيضاً تخصصات فريدة ومميزة، وعلى الشاب أن يحاول دائماً اقتحام هذا النوع من التخصصات بكل جدارة وثقة بالنفس وبكل ما أوتي من ثقل لكي ينمي ويبني ويقدم للمجتمع عطاءً جديداً لم يقدمه غيره.

فالإنسان جزء من هذا المجتمع، وعنصر أساسي في هذا النسيج والكيان، ولا بد أن يختار تخصصاً ينسجم مع طاقتي وله القدرة على العطاء الجديد يعمر هذا المجتمع ويبنيه لأن كل إنسان مسؤول عن هذه الأرض وفضائها وطاقات أبنائها، والجميع ينبغي أن يحمل على عاتقه وعلى سواعده بناء هذا المجتمع.

إن أهم ما يجب التركيز عليه من قبل الشباب هو السعي لاكتشاف الطاقة وإيجاد التخصص المناسب المعطاء المنتج، السعي في الشرق والغرب، في البر والبحر من أجل البناء، يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك: 15)